التحضير للصلاة والاستعداد لها
يُعتبر الاستعداد للصلاة من أهم العوامل التي تعزز الخشوع، حيث ينبغي للمسلم أن يتهيأ للوقوف بين يدي الله -تعالى- بشوقٍ وترقبٍ لهذا اللقاء المقدس. فإذا كان المرء ينتظر موعدًا مع شخصية ذات مكانة مثل وزير أو حاكم، فإنه يعدّ العدة لأسابيع، فكيف إذا كان اللقاء مع رب العباد – ملك الملوك.
يتضمن الاستعداد للصلاة القيام بالوضوء، والتوجه مبكرًا إلى المسجد بالنسبة للرجال، والحرص على أداء الصلاة في أول وقتها، فضلًا عن ذكر الله -تعالى- وقراءة ما تيسر من القرآن الكريم. هذه الأفعال تهيئ المسلم للدخول في حالة من الروحانية وتساعده على حضور القلب أثناء الصلاة.
تجنب الالتفات والحركة الزائدة
يعتبر الالتفات والحركة المفرطة في الصلاة بلا سبب غير جائز، حيث تؤدي هذه الأفعال إلى تشتيت انتباه المصلّي وتُعوق تركيزه في صلاته. وقد رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الالتفات فقال: “هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة أحدكم”. أما عن الالتفات المعنوي، والذي يُشير إلى تشتت القلب أثناء الصلاة، فيجب على المصلي جدّ الجهد لمجاهدة نفسه، والاستعاذة بالله من الشيطان، والتفل عن يساره.
تأمل الآيات خلال الصلاة
إن تدبر آيات القرآن الكريم أثناء الصلاة يُعَدّ عاملًا رئيسيًا في تعزيز الخشوع. يجب أن يسعى المصلي لفهم ما يقرأه ويتدبره، حيث ذكر الله -تعالى- المؤمنين بقوله: “وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا”.
يعني ذلك أنهم كانوا يتأملون الآيات ولم يمروا بها دون تفكر. فإذا مر بآية فيها تسبيح، عليه أن يُسبّح، وإذا صادف آية استعاذة، فعليه الاستعاذة، وإذا كانت آية سجدة، فعليه أن يسجد.
تذكر الموت واستحضار الآخرة
من المهم أن يُحضّر المصلي نفسه بأنه قد تكون هذه الصلاة هي آخر صلاته، وقد يأتيه الموت بعد أدائها. لذا ينبغي عليه أن يجتهد في صلاته، يؤديها بأفضل صورة، مع حضور القلب وخشوع الجوارح. وقد أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصحابة بقوله: “إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودّع”.
الاستعانة بالله ودعائه
من الوسائل الفعالة في زيادة الخشوع هو طلب المساعدة من الله -تعالى-، والإلحاح بالسؤال لتحقيق هذا الخشوع في الصلاة. فالإقبال على الطاعات دائمًا يحتاج إلى توفيق من الله -تعالى-، وإنه -سبحانه وتعالى- يستجيب للدعاء بهذا النحو، لأنه طلب من الله وطلب القرب منه ورغبة في الحصول على الأجر والثواب العظيم.