ما هو مفهوم العمل الصالح؟
العمل الصالح يُعرَّف بأنه كل قول أو فعل يرضى الله سبحانه وتعالى. ولتكون هذه الأعمال مقبولة، يجب توافر أمرين: الأول هو أن يتوافق العمل مع الشريعة الإسلامية، والثاني هو الإخلاص في النية لله عز وجل. إذا فقد العمل أحد الشرطين أو كليهما، فلن يكون عملًا صالحًا مقبولًا عند الله، ولا يُكتب له أي أجر أو ثواب. كما ورد في سورة الكهف: (فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).
أمثلة على الأعمال الصالحة
تتعدد الأعمال الصالحة ويندرج ضمنها كل ما نصَّ عليه الشرع الإسلامي في القرآن الكريم والسنة النبوية، سواء كانت تلك الأفعال واجبة أو تطوعية، أو أي عمل يُقصد به القرب من الله تعالى. وفيما يلي بعض الأمثلة على الأعمال الصالحة التي دعا إليها الإسلام:
- الإيمان بالله تعالى: ويتضمن جميع أركان الإيمان مثل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، وأساس الإيمان هو نطق الشهادتين.
- أداء الصلاة: أي القيام بالصلاة الخمس المفروضة في أوقاتها المحددة.
- إخراج الزكاة.
- صيام شهر رمضان المبارك.
- الحج المبرور: وهو الحج الذي يكون خالصًا لله من مال حلال، وموافقًا لسنة النبي، ولا يعقبه معصية أو إثم.
- بر الوالدين: ويكون من خلال طاعتهما، الإحسان إليهما، وعدم إلحاق الأذى أو الحزن بهما، وكذلك الصبر عليهما والإنفاق عليهما.
- الجهاد في سبيل الله: وهو عمل عظيم يُثاب عليه المسلم عند الله، حيث يُعزز التوحيد وينشر الإسلام.
- تلاوة القرآن الكريم، سواء في صلاة القيام أو خارجها.
- الصدقة وإنفاق المال في سبيل الله، سواء للفقراء، أو طلبة العلم، أو بناء المساجد، أو في سبيل الجهاد وما إلى ذلك.
- إطعام الطعام، سواء للناس أو الحيوانات.
- الصدق في القول والعمل، حيث رُوي عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب صديقًا).
- العفو والتسامح مع الناس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا).
- كف الأذى عن المسلمين وتجنيبهم الأذى، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).
نقاط يجب مراعاتها عند القيام بالأعمال الصالحة
على المسلم عند أداء الأعمال الصالحة أخذ النقاط التالية في الاعتبار:
- الحرص على الإسراع في عمل الخير، حيث يقول الله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).
- السعي لتحقيق الاستقامة، من خلال الاجتهاد في العمل والاستمرارية. قال الله تعالى في سورة السجدة في وصف المؤمنين: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).
- التوجه إلى الله تعالى بالرجاء في قبول العمل الصالح، مع الخوف من عدم القبول، كما ذكر الله في سورة المؤمنون: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ).