أضرار خزعة الغدة الدرقية
تعتبر خزعة الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid biopsy) من الإجراءات الطبية الآمنة والتي لا تترتب عليها عادةً أية مخاطر كبيرة. قد يشعر الشخص الذي يخضع لهذا الإجراء بألم خفيف مائل لوخز الإبرة في المنطقة التي أخذت منها العينة. وبعد الانتهاء، من المحتمل أن يشعر المريض ببعض الألم، والذي يمكن تخفيفه بواسطة المسكنات التي يصفها الطبيب. قد تظهر كدمة صغيرة في موضع الحقن، كما توجد إمكانية للإصابة بعدوى في مكان الوخز، ولكن هذه النسبة نادرة جداً، حيث يولي مقدمو الرعاية الصحية أهمية كبيرة لتنظيف وتعقيم الجلد قبل إجراء الخزعة، بالإضافة إلى استخدام أدوات معقمة بشكل جيد. قد يحدث نزيف خفيف في موضع الوخز، لكنه غالباً ما يمكن السيطرة عليه باستخدام الضمادات أو من خلال الضغط على المنطقة. بعد إجراء خزعة الغدة الدرقية، ينبغي على المريض اتباع بعض الإرشادات لتفادي حدوث أي مضاعفات، ومن هذه الإرشادات:
- الحرص على إبقاء مكان الخزعة مغطى وجافاً.
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة، خاصةً عند الشعور بالتعب.
- يمكن للمريض تناول الطعام المعتاد، ولكن في حالة حدوث اضطراب في المعدة، يُفضل تناول أطعمة خفيفة ومنخفضة الدهون مثل الأرز العادي، الدجاج المشوي، التوست، واللبن.
- استشارة الطبيب بشأن تناول المسكنات، سواء كانت بوصفة طبية أو بدونها، وإبلاغه في حال ظهور أي آثار جانبية.
- الالتزام بمواعيد الفحوصات مع الطبيب وعدم التغيب عنها.
- ضرورة التواصل مع الطبيب في حال حدوث مشاكل حادة في التنفس، أو نزيف شديد في موضع الخزعة، أو زيادة حدة الألم، أو إذا لم يتحسن المريض كما كان متوقعاً، أو إذا واجه صعوبة في البلع، أو تغييرات في الصوت، أو ظهور علامات العدوى مثل ارتفاع درجة الحرارة، زيادة الألم، انتفاخ المنطقة، أو خروج القيح من موضع الخزعة.
أنواع خزعات الغدة الدرقية
يمكن الحصول على العينة من أنسجة الغدة الدرقية بعدة طرق، وهي كالتالي:
- خزعة الغدة الدرقية بالإبرة الدقيقة (بالإنجليزية: Fine needle aspiration biopsy): هذا هو الإجراء الأكثر شيوعاً، حيث يتم استخدام إبرة صغيرة يدخلها الطبيب في الرقبة نحو الغدة الدرقية لسحب عينة منها بعد تعقيم المنطقة بعناية. من الملاحظ أن المريض يبقى مستيقظاً خلال الإجراء، وقد لا يحتاج إلى تخدير موضعي، نظراً لأن الإبرة قد تكون أكثر إيلاماً من تلك المستخدمة في الخزعة. بالإمكان استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية لتحديد المكان المراد أخذ العينة منه.
- خزعة الإبرة اللبية (بالإنجليزية: Core Needle Biopsy): تستخدم هذه الطريقة في بعض الحالات عندما لا توفر خزعة الإبرة الدقيقة معلومات كافية. يُستخدم فيها إبرة أكبر للحصول على عينات أكبر من النسيج. يتطلب هذا الإجراء تخديراً موضعياً أثناء عملية سحب العينة، حيث يتم إجراء شق بسيط في الجلد، ويتم اللجوء أيضاً إلى التصوير بالموجات فوق الصوتية لتحديد المواقع المطلوبة.
- الخزعة الجراحية (بالإنجليزية: Surgical biopsy): تُعرف أيضاً بالخزعة المفتوحة (بالإنجليزية: Open biopsy)، ويتم اللجوء إليها نادراً حيث يقوم الطبيب بأخذ عينة من العقدة عن طريق إجراء شق في الرقبة خلال عملية جراحية.
التحضير لخزعة الدرقية
تختلف طريقة التحضير حسب نوع الخزعة، حيث لا تتطلب خزعة الإبرة الدقيقة أية تحضيرات مثل الصيام أو اتباع نظام غذائي خاص. بينما في حالة خزعة الإبرة اللبية، يُنصح المريض بالامتناع عن تناول الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) لمدة خمسة أيام قبل إجراء الخزعة، والأدوية الأخرى التي قد تؤدي للنزيف.
نتائج خزعة الغدة الدرقية
بعد أخذ العينة، توضع الخلايا على شريحة مجهرية ويتم صبغها ودراستها من قبل أخصائي علم الأمراض الذي يصنف العينة وفقاً للأنماط التالية:
- العينات الحميدة (بالإنجليزية: Benign): تعني أن العينة غير سرطانية، وهي من النتائج الأكثر شيوعاً.
- العينات غير المُشخصّة (بالإنجليزية: Non-diagnostic): تشير إلى أن العينة غير كافية للتشخيص الصحيح، وقد تكون الحاجة لعمل خزعة ثانية، حيث يمكن تشخيص 50% من هذه الحالات بعد إعادة الفحص، فيما تبقى 5-10% منها غير حاسمة.
- العينات المشكوك فيها (بالإنجليزية: Suspicious): تشير إلى ارتفاع احتمال أن تكون العينة سرطانية، ويوصى بإجراء جراحة لاستئصال الأنسجة. بعض الدراسات أظهرت أن 25% من حالات الشك قد تكون خبيثة بعد الجراحة.
- العينات الخبيثة (بالإنجليزية: Malignant): تشير لأورام سرطانية، ويمكن أن تكشف عن أنواع عدة من السرطان، ولكن بعض الأنواع لا يمكن كشفها إلا عبر إجراء العملية.
ما بعد خزعة الغدة الدرقية
تنتهي عملية الخزعة عند أخذ العينة المناسبة، بعدها يمكن للمريض مغادرة المستشفى، لكن في بعض الحالات، يُفضل أن ينتظر المريض بعض الوقت للاطمئنان على حالته، خصوصاً إذا تلقى تخديراً موضعياً أو عاماً. يجب عليه أيضاً المحافظة على نظافة المنطقة التي تم سحب العينة منها بواسطة الضمادات. في الغالب، قد يشعر المريض ببعض الألم لكن سرعان ما يتلاشى خلال يوم أو يومين كحد أقصى.