علامات الاستسقاء الدماغي
يعتبر الاستسقاء الدماغي، أو ما يُعرف أيضًا باستسقاء الدماغ أو مَواهُ الرأس (بالإنجليزية: Hydrocephalus)، حالة مرضية تنتج عن تراكم السوائل في التجاويف العميقة للدماغ، التي تعرف باسم البطينين (بالإنجليزية: Ventricles). هذا التراكم يؤدي إلى زيادة حجم هذه التجاويف مما يسبب ضغطًا على الأنسجة الدماغية. يجب التنويه بأن الأعراض المتعلقة بالاستسقاء الدماغي تختلف من فرد لآخر، ويُعتبر العمر أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على طبيعة تلك الأعراض. ومن الضروري استبعاد احتمال وجود حالات طبية أخرى قد تتشابه أعراضها مع الاستسقاء الدماغي، مما يبرز أهمية الحصول على تشخيص وعلاج دقيقين بواسطة طبيب مختص.
الاستسقاء الدماغي الخلقي
يصيب الاستسقاء الدماغي الخلقي (بالإنجليزية: Congenital Hydrocephalus) الأطفال منذ ولادتهم، ويظهر بمؤشرات وأعراض جسدية واضحة منذ ذلك الحين. من أبرز علامات الاستسقاء الدماغي الخلقي ما يلي:
- تغيرات ملحوظة في شكل وحجم الرأس، بحيث يكون الرأس أكبر من المعتاد بشكل غير طبيعي، ويميل إلى الزيادة السريعة في الحجم. كما أن اليافوخ (بالإنجليزية: Fontanel) العلوي يكون طرياً ومنتفخاً، بينما تبدو فروة الرأس رقيقة ولامعة مع بروز للأوردة.
- الإصابة بالتقيؤ.
- الشعور بالنعاس المستمر.
- التهيج والاضطراب (بالإنجليزية: Irritability).
- سوء التغذية (بالإنجليزية: Poor feeding).
- ضعف النمو أو تأخره، حيث يظهر ذلك في تأخر الأطفال في بعض مراحل النمو مثل الجلوس والزحف.
- فتور العضلات وضعف تماسكها، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة التوتر في عضلات الساقين والذراعين.
- ضعف الاستجابة الحسية عند لمس الأشياء.
- تموضع بؤبؤ العين في الجزء السفلي من الجفن، وهي حالة تعرف بغروب العينين (بالإنجليزية: Eye Sunset).
- انعدام الرغبة في تحريك الرقبة أو الرأس.
الاستسقاء الدماغي المكتسب
يمكن أن يظهر الاستسقاء الدماغي في مرحلة لاحقة لدى البالغين أو الأطفال، وهو ما يُعرف بالاستسقاء الدماغي المكتسب (بالإنجليزية: Acquired Hydrocephalus). يُعدّ الصداع من الأعراض البارزة في هذا النوع، وغالباً ما يكون أشد حدّة عند الاستيقاظ، وذلك نتيجة لسوء تصريف السوائل من الدماغ أثناء النوم، مما يؤدي إلى تراكمها. لذا يُفضل الجلوس لبعض الوقت لتخفيف حدة الصداع. ومع تقدم الحالة، قد يصبح الصداع مستمراً. تعتمد الأعراض الأخرى المتعلقة بالاستسقاء الدماغي المكتسب على العمر كما يلي:
الأطفال
تظهر على الأطفال علامات وأعراض مميزة للاستسقاء الدماغي المكتسب، ومن أهم هذه الأعراض:
- الأعراض الجسدية، وتشمل:
- اضطرابات في العيون، مثل ازدواجية الرؤية (بالإنجليزية: Double vision) أو عدم وضوحها (بالإنجليزية: Blurred vision)، أو تموضع بؤبؤ العين في الأسفل.
- زيادة غير طبيعية في حجم رأس الطفل.
- الخمول أو النعاس.
- التقيؤ والغثيان.
- فقدان الشهية.
- عدم القدرة على التوازن وضعف التنسيق بين أجزاء الجسم.
- سلس البول (بالإنجليزية: Urinary incontinence).
- الاضطرابات السلوكية والمعرفية، وتتضمن:
- التهيج العام.
- تغيرات في الشخصية.
- تراجع الأداء الأكاديمي.
- اضطرابات في المهارات المكتسبة مثل المشي والتحدث.
الشباب والبالغون في متوسط العمر
تظهر أعراض الاستسقاء الدماغي المكتسب لدى هذه الفئة العمرية كالأعراض التالية:
- الشعور بالكسل والخمول.
- فقدان القدرة على التنسيق الحركي والتوازن، مع صعوبات في المشي.
- ضعف الرؤية (بالإنجليزية: Impaired vision).
- عدم السيطرة على المثانة، أو الرغبة الملحة والمتكررة للتبول.
- تراجع في مهارات التفكير والذاكرة والتركيز، مما يعوق الأداء الوظيفي.
- التهيج العام.
- فقدان الشهية.
استسقاء الدماغي سوي الضغط
يُعتبر استسقاء الدماغي سوي الضغط (بالإنجليزية: Normal Pressure Hydrocephalus) أو NPH أحد أنواع الاستسقاء الدماغي الذي يصيب عادةً الأفراد فوق سن الستين، حيث يتطور بشكل بطيء على مدار أشهر أو سنوات. ومن أبرز الأعراض المتعارف عليها:
- تغيرات ملحوظة في طريقة المشي، والتي تكون أول الأعراض الناتجة؛ إذ يُعاني المرضى من صعوبة في بدء الحركة وكأنهم متجمدون، وقد يواجهون صعوبة في اتخاذ خطوات ثابتة، مما يؤدي لزيادة فرص السقوط خاصةً أثناء الالتفاف.
- أعراض بولية (بالإنجليزية: Urinary symptoms) والتي تظهر عادةً بعد التغير في طريقة المشي، التي تشمل نوبات من سلس البول مثل:
- الحاجة الملحة والمتكررة للتبول.
- عدم التحكم في المثانة.
- تناقص القدرات العقلية، بما في ذلك بطء التفكير، حيث قد ترافق الأعراض التفكير البطيء، وتباطؤ الاستجابة، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى الخرف أو الضعف العقلي المتقدم.
- تباطؤ الحركة بشكل عام، وضعف في مهارات التنسيق والتوازن.
أعراض تستدعي التدخل الطبي الفوري
من الضروري استشارة طبيب على وجه السرعة عند ملاحظة أي من أعراض الاستسقاء الدماغي لدى مختلف الفئات العمرية لضمان الحصول على تشخيص دقيق وعلاج فعال، نظرًا لارتباط الحالة بالعديد من المشكلات الطبية الأخرى. أما بالنسبة للأطفال الرضع، فيجب الحصول على الرعاية الطبية العاجلة عند ظهور الأعراض التالية:
- البكاء العنيف.
- مشاكل وصعوبات في إرضاع الطفل.
- التقيؤ المتكرر غير المبرر.
- نوبات صرع (بالإنجليزية: Seizures).
- صعوبات في التنفس (بالإنجليزية: Breathing difficulties).
- عدم رغبة الطفل في الاستلقاء أو تحريك رأسه.
فيديو عن أعراض الاستسقاء الدماغي
يتناول الفيديو الحديث عن أعراض الاستسقاء الدماغي.