مرض الكساح
يمكن تعريف مرض الكساح (بالإنجليزية: Rickets) كأحد الاضطرابات الهيكلية التي تنجم عن نقص العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لنمو العظام وصحتها، والتي تشمل فيتامين د، والكالسيوم، والفسفور. يُعتبر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 36 شهراً الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، نظراً لأنهم في مرحلة النمو الفعلي. وتجدر الإشارة إلى أن الأسباب المحتملة لهذه الحالة قد تكون وراثية في بعض الأحيان، بينما يمكن أن تُعزى الإصابة في حالات أخرى إلى عدم حصول الأطفال على كميات كافية من فيتامين د، وذلك بسبب قلة التعرض لأشعة الشمس أو اتباع نظام غذائي نباتي أو نقص تناول منتجات الألبان. وفقًا للإحصائيات في الولايات المتحدة، يعتبر مرض الكساح نادراً، حيث تلاشى ظهوره في البلدان المتقدمة منذ الأربعينيات نتيجة إدخال الأطعمة المدعمة، مثل الحبوب المضاف إليها فيتامين د.
أعراض مرض الكساح
يمكن أن تختلف أعراض مرض الكساح في شدتها، وقد تكون غير مستمرة، حيث غالبًا ما تظهر بشكل متقطع. إليكم أبرز العلامات والأعراض المرتبطة بالإصابة بمرض الكساح:
- انحراف أو ميلان أطراف الطفل.
- آلام في العظام.
- الشعور بالألم عند الضغط على العظام.
- سهولة تكسّر العظام.
- انتفاخ غضاريف الأضلاع (بالإنجليزية: Costochondral) أو بروز العقد على العظم بين الأضلاع ودرع الصدر (بالإنجليزية: Breastplate).
- أخدود هاريسون (بالإنجليزية: Harrison’s groove)، حيث يُلاحظ خط أفقي مرئي على الصدر في المنطقة بين الحجاب الحاجز والأضلاع.
- انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم.
- ليونة في الجمجمة.
- قصر القامة وانخفاض الوزن.
- ظهور تشوهات في العمود الفقري أو الحوض أو الجمجمة.
- انحناء الساقين لدى الأطفال الصغار الذين بدأوا في المشي.
- تشنجات عضلية غير قابلة للتحكم تؤثر على الجسم بالكامل.
- اتساع المعصمين.
- تشوهات الأسنان، مثل التأخر في تشكيل الأسنان أو ظهور ثقوب في طبقة المينا أو خراجات، وكذلك العيوب في بنيتها أو زيادة عدد التجاويف.
أسباب وعوامل خطر مرض الكساح
كما أشرنا سابقًا، يحدث مرض الكساح بسبب نقص أحد العناصر الثلاثة الأساسية. من المعروف أن فيتامين د يلعب دورًا حيويًا في امتصاص الكالسيوم والفوسفور الموجودين في الطعام. لذلك، يمكن أن يتطور مرض الكساح في حالة عدم الحصول على كميات كافية من هذه العناصر أو في حالة وجود مشكلات تعيق قدرة الجسم على الاستفادة من فيتامين د بشكل صحيح؛ مثل مشاكل امتصاصه الناتجة عن حالات صحية مثل حساسية القمح (داء السيلياك) أو مرض التهاب الأمعاء، أو التليف الكيسي، أو مشاكل الكلى. وهناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض الكساح، منها:
- وجود بشرة داكنة، حيث تتفاعل هذه البشرة مع أشعة الشمس بشكل أضعف مما ينتج عنه إنتاج كميات أقل من فيتامين د.
- نقص فيتامين د لدى المرأة الحامل، مما قد يؤدي إلى ولادة طفل تظهر عليه علامات الكساح بعد أو خلال عدة أشهر من ولادته.
- العيش في مناطق جغرافية معينة تتعرض لأشعة شمس أقل، مما يساهم في زيادة مخاطر الإصابة بالكساح.
- حدوث الولادة المبكرة، مما يزيد فرص الإصابة بالكساح.
- تناول بعض أنواع الأدوية، حيث تؤثر بعض الأدوية على قدرة الجسم على استخدام فيتامين د، مثل أدوية الصرع أو مضادات الفيروسات القهقرية المتعلقة بالعلاج ضد فيروس العوز المناعي البشري (HIV).
- اعتماد الطفل على الرضاعة الطبيعية فقط، حيث إن حليب الثدي لا يحتوي على كميات كافية من فيتامين د، مما يستدعي إعطاء الطفل قطرات من الفيتامين إذا كانت تغذيته مقتصرة على الرضاعة الطبيعية.
- ظروف الفقر وسوء التغذية، حيث يؤدي الفقر إلى عدم حصول الطفل على تغذية كافية وسليمة، ويعد مرض الكساح أكثر شيوعاً في المناطق التي تعاني من المجاعات.
تشخيص مرض الكساح
يمكن للطبيب تشخيص مرض الكساح من خلال الفحص السريري للطفل، حيث يمكن الكشف عن الألم في العظام بواسطة الضغط برفق عليها. هناك أيضًا العديد من الفحوصات التي تساعد في تشخيص المرض، أبرزها:
- فحص الدم لتحديد مستويات الكالسيوم والفسفور.
- إجراء أشعة سينية للعظام للكشف عن أي تشوهات.
- إجراء خزعة من العظام في بعض الحالات، والتي تتضمن أخذ عينة صغيرة من العظم لتحليلها في المختبر.
فيديو عن علاج مرض الكساح
يمكنك الاطلاع على المزيد من التفاصيل حول مرض الكساح، بما في ذلك العلاج وطرق الوقاية.