الدولة الأقل سكانًا في العالم

سكان الفاتيكان

تعتبر الفاتيكان واحدة من أقل الدول سكانًا على مستوى العالم، حيث يبلغ عدد سكانها 839 نسمة وفقًا لإحصاءات عام 2017. ورغم قلّة عدد السكان، تحتل الفاتيكان المرتبة السادسة عالميًا من حيث الكثافة السكانية، وذلك بسبب مساحتها المحدودة التي لا تتجاوز نصف كيلومتر مربع. إلى جانب السكان المقيمين داخل حدود الفاتيكان، هناك عدد من المواطنين الذين يعملون في السفارات التابعة للفاتيكان المنتشرة حول العالم. غالبية سكان الفاتيكان هم من رجال الدين الكاثوليك ذوي الأصول الإيطالية ويحملون الجنسية الفاتيكانية، بينما يشكل الحرس البابوي، المعروف أيضًا بالحرس السويسري، نحو 18% من إجمالي السكان، وذلك نظرًا لكون أفراده من المواطنين السويسريين حصراً. بالإضافة إلى هؤلاء، يساهم أيضًا عدد من العاملين في الفاتيكان من غير حاملي الجنسية الوطنية والذين يعيشون في إيطاليا المحيطة بالمدينة.

تاريخ الفاتيكان

تعود جذور الفاتيكان إلى بداية الإمبراطورية الرومانية، حين كانت المنطقة تشمل مباني إدارية وقصورًا فخمة. عقب حريق روما في عام 64 قبل الميلاد، والذي أدى إلى تدمير معظم أنحاء المدينة، اتهم الإمبراطور نيرو المسيحيين بالتسبب في الحريق، وأمر بإعدام القديس بطرس والعديد من المسيحيين، الذين تم دفنهم في منطقة الفاتيكان. في عام 313 ميلادية، اعتنق الإمبراطور قسطنطين الأول المسيحية وأمر ببناء كنيسة على قبر القديس بطرس، مما جعل هذا الموقع مركزًا روحيًا للحجاج المسيحيين وزاد من النشاط التجاري في المنطقة.

عمل الباباوات المتعاقبون على إنشاء العديد من المعالم التي جعلت الفاتيكان كما نعرفها اليوم، بدءًا من السور الذي يحيط بالمدينة والذي يهدف لحمايتها، مروراً بالقصر الرسولي والمكتبة الضخمة، وصولاً إلى كنيسة سيستين التي تبرز بجداريات رسمها أفضل فناني النهضة الإيطالية، بالإضافة إلى السقف الذي صممه مايكل أنجلو.

جغرافيا الفاتيكان

تأسست دولة الفاتيكان الحالية داخل الأراضي الإيطالية بموجب معاهدة لاتيران. تقع الفاتيكان على الضفة الشرقية لنهر التيبر في منطقة مرتفعة نسبيًا، وتبلغ مساحتها 0.44 كيلومتر مربع، أو ما يعادل مائة فدان. تحاط معظم الحدود بأسوار، ويجري حراسة خمسة مداخل بواسطة الحرس البابوي وقوات الدرك الفاتيكانية. نظرًا لصغر المساحة، تنتشر العديد من المكاتب والمقرات الإدارية للفاتيكان في مدينة روما، وتتمتع هذه المباني بالحصانة كونها بعثات دبلوماسية محمية بموجب القانون الدولي.