أقوال السلف في رمضان
تعددت الأقوال المعبرة عن رؤية السلف لرمضان، وأهمية العمل به، والسرور بقدومه. ومن تلك الأقوال:
- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (مرحبًا بمطهرنا من الذنوب).
- ذكر يحيى بن أبي كثير: (اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتقبله مني).
- روى معلى بن الفضل عن السلف أنهم: (كانوا يدعون الله تعالى لمدة ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ويدعونه ستة أشهر أخرى أن يتقبل منهم).
- عندما سئل بعض السلف عن الحكمة من فرضية الصيام، قال: (ليتعلم الغني طعم الجوع، فلا ينسى الجائع).
- رأت جارية من السلف عائلتها تستعد لشهر رمضان، فسألتهم عن السبب، فقالوا: نتهيأ للصيام. فقالت: وأنتم لا تصومون إلا في رمضان؟ لقد كنت عند قوم لا يعرفون الوقت إلا في رمضان، ردوني إليهم.
- صرح الحسن البصري عندما رأى قومًا يضحكون في رمضان: (إن الله –عز وجل- جعل شهر رمضان ميدانًا للعبادة، يتسابق فيه العباد لطاعته، فسبق البعض وفازوا، بينما تخلف آخرون وخابوا، والعجب يكون في الضاحك اللاعب في اليوم الذي انتصر فيه السابقون وانهزم فيه المبطلون، لو كشف الغطاء لشغل المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته).
- عندما قيل لبشر الحافي إن هناك من يتعبد فقط في رمضان، قال: (بئس القوم الذين لا يعرفون لله حقًا إلا في رمضان، فالصالح هو الذي يتعبد ويجتهد طوال السنة).
- كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تفتتح يومها في رمضان بقراءة القرآن، وإذا طلعت الشمس، كانت تنام.
- قالت حفصة: (كم أحب العبادة وأنا نائمة في فراشي، فإن الصائم في لياليه ونهاره في عبادة، ودعاؤه مستجاب في صيامه وعند فطره، فهو في النهار صائم صابر، وفي الليل طاعم شاكر).
- عند سؤال أحد الصالحين عن أفضلية رجب أو شعبان، قال: (كن ربانياً ولا تكن شعبانياً).
- عندما قيل لأحد السلف وهو صائم: (إنك شيخ كبير والصيام يضعفك)، رد: (أعده لسفر بعيد، والصبر على طاعة الله أسهل من الصبر على عذابه).
- قال بعض السلف: (أقل ما في الصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب).
أقوال السلف عند انتهاء رمضان
قال السلف الكثير عن خاتمة رمضان، ورجاء قبول الطاعة فيه، والحث على الاستمرار في الطاعة بعده. ومن تلك الأقوال:
- روي عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من رمضان: (يا ليت شعري، من المقبول فنهنئه، ومن المحروم فنعزيه).
- كان ابن مسعود يقول: (من المقبول منا فنهنئه، ومن المحروم منا فنعزيه، أيها المقبول، هنيئًا لك، وأما المردود، جبر الله مصيبتك).
- عندما خطب عمر بن عبد العزيز –رحمه الله- في يوم عيد الفطر، قال للناس: (أيها الناس، لقد صمتم لله ثلاثين يوماً، وقمتم ثلاثين ليلة، اليوم تخرجون تسألون الله أن يتقبل منكم).
- بعض السلف كانوا يظهر عليهم الحزن في يوم عيد الفطر، ويقولون: إني عبد مُلزَم بأداء عمل لمولاي، ولا أدري إن كان مقبولًا أم لا؟
- قال مفضل بن لاحق: سمعت عدي بن أرطاة يخطب بعد انتهاء شهر رمضان، حيث قال: (كأن كبدًا لم تظمأ، وكأن عينًا لم تسهر، فقد ذهب الظمأ وبقي الأجر، فأين المقبول منا فنهنئه؟، وأين المردود منا فنعزيه؟، وأما أنت أيها المقبول، فهنيئًا هنيئًا، وأما أنت أيها المردود، جبر الله مصيبتك).
- كان السلف رضي الله عنهم يقولون لبعضهم البعض بعد انتهاء رمضان: (من المحروم في هذا الشهر؟ المحروم هو من حرم تقدير الخير حقًا، والمحرم من حرم الاستمرار في الطاعة حقًا).
- دخل رجل على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يوم عيد الفطر، فوجد عليه خبزًا خشنًا، فقال: يا أمير المؤمنين، اليوم عيد وخبز خشن. فقال علي: (اليوم هو عيد من قُبِل صيامه وقيامه، عيد من غُفرت ذنوبه وشُكرت سعيه وأُقبل عمله، اليوم لنا عيد وغدًا لدينا عيد، وكل يوم لا يُعصى الله فيه فهو عيد لنا).
عبادة السلف في رمضان
نُقل عن السلف الصالح اجتهاداتهم في الطاعات خلال رمضان، ومن الطاعات التي كانوا يحرصون عليها:
- تلاوة القرآن والتأكيد على ختمه عدة مرات خلال رمضان. ومن أبرز ما نشير إليه:
- كان الإمام مالك رحمه الله إذا جاء رمضان ينزوي عن قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، ويركز على تلاوة القرآن من المصحف.
- سفيان الثوري كان يتوقف عن جميع العبادات ليكرس وقته لتلاوة القرآن في رمضان.
- كان قتادة رضي الله عنه يخصص شهر رمضان لدراسة القرآن.
- الزهري كان يقول: في رمضان مهمتنا هي تلاوة القرآن وإطعام الطعام.
- قال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان يرتدع عن قراءة الحديث ويميل إلى تلاوة القرآن.
- كانت عائشة رضي الله عنها تقرأ القرآن في المصحف أول النهار في رمضان، وبعد طلوع الشمس كانت تستريح.
- الأسود بن يزيد كان يقرأ القرآن مرتين في كل ليليتين من رمضان.
- قتادة كان ينهي قراءة القرآن كل سبع أيام، أما في رمضان، فكان يصل إلى ختمه يوميًا في العشر الأواخر.
- الشافعي كان يختم القرآن ستون ختمة في رمضان بعيدًا عن الصلاة، وأبو حنيفة كان له نهج مشابه.
- قيام الليل والدعاء فيه، وتميّزه بالطاعة:
- قال عبد الله بن أبي بكر: (كنا ننتهي من صلاة القيام في رمضان ونعجل الخدم لإحضار الطعام، خشية الفجر).
- قال الفضيل بن عياض: (إذا لم تستطع قيام الليل وصيام النهار، فأعلم أنك محروم وكبلتك خطيئتك).
- عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ما أراد الله، إلى أن يصل لنصف الليل فيوقظ أهله للصلاة.
- إطعام الطعام، إذ كان السلف الصالح يحرصون على الصدقة في رمضان، ومشاركة الفقراء في طعامهم، ومن الأمثلة على ذلك:
- كان ابن عمر رضي الله عنهما يصوم، ولا يفطر إلا مع المساكين، وإذا جاءه سائل وهو على المائدة، يُعطيه نصيبه ويرجع ليجد عائلته تتناول ما تبقى دون أن يأكل شيئًا.
- عدد من السلف كانوا يفضلون إفطارهم مع الفقراء، مثل عبد الله بن عمر، وداود الطائي، ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين.
- قال أبو السوار العدوي: (كان رجال من بني عدي يصلون في المسجد، ولم يفطر أحد منهم على طعام وحده، إن وجدت أحدًا يشاركهم الطعام أكلوا معًا، وإلا أخرجوا طعامهم للمسجد ليأكلوه مع الناس).