أبرز العلماء العرب وتأثيرهم في التاريخ

ابن النفيس

وُلِد ابن النفيس في مدينة دمشق بسوريا عام 1213م، وهو طبيب مسلم يُعَدّ من رواد الطب المعروفين بفضل اكتشافه للدورة الدموية الرئوية.

قدم ابن النفيس وصفًا دقيقًا للدورة الدموية في الجانب الأيمن من القلب. وقد كان ابن النفيس متقدمًا على عصره، إذ لم يتم التعرض لموضوع الدورة الدموية في أعمال الآخرين إلا بعد مضي 400 عام، حين تناولها الطبيب وليام هارفي في كتابه “حركة القلب والدم”.

جابر بن حيّان

وُلِدَ جابر بن حيّان في عام 721م في مدينة طوس بإيران، وهو من نسل قبيلة الأزد اليمينة التي استقر أفرادها في الكوفة بالعراق خلال فترة الحكم الأُموي. وقد عاد جابر إلى اليمن ودرس الكيمياء تحت إشراف عالم الكيمياء الحربي الحميري، بالإضافة إلى دراسته عند جعفر الصادق.

يُعَدّ جابر بن حيّان مؤسس علم الكيمياء الحديث، ولذلك يُلقب بأبي الكيمياء، حيث ارتقى بالكيمياء التجريبية إلى مستويات جديدة. أجرى العديد من التجارب مثل الاحتراق والتبلور والتقطير، وكتب مؤلفات عديدة في مجالات متنوعة شملت الكيمياء، الفلسفة، الجغرافيا، علم الفلك، والفيزياء، حيث بلغت مؤلفاته حوالي 2000 عمل. وتوفي في عام 803م.

الفزاري

وُلِد إبراهيم الفزاري، عالم الفلك والرياضيات، في الكوفة بالعراق خلال القرن الثامن. ألّف عدة كتابات فلكية تناولت الأسطرلاب والتقويم، وكان له ابن أيضًا عُرِف بعلمه في الفلك. أمر الخليفة المنصور الأب وابنه بترجمة العمل الفلكي الهندي المعروف بالسندهند مع يعقوب بن طارق.

اكتملت الترجمة في بغداد عام 750م وحملت عنوان “الزيج على سني العرب”، ويُعتقد أن هذه الترجمة كانت الوسيلة التي نقلت من خلالها نظام الأرقام الهندي إلى إيران. توفي الفزاري في عام 777م.

حنين بن إسحق

وُلِد حنين بن إسحق العبادي في العراق، تحديدًا في بلدة الحيرة، عام 808م وتوفي في بغداد عام 873م. يعتبر عالمًا ومترجمًا مسيحيًا درس الطب في بغداد، وقد عينه الخليفة المتوكل كبير الأطباء.

كان يمتلك معرفة واسعة باليونانية القديمة، مما أتاح له ترجمة أعمال أفلاطون وأبقراط وأرسطو وغيرهم، مما ساهم في توفير مصادر الفكر والثقافة اليونانية للفلاسفة والعلماء العرب. استكمل حنين رحلاته إلى سوريا وفلسطين ومصر لجمع المخطوطات اليونانية، كما قام بتعليم الترجمة في بغداد وترجمة النصوص اليونانية الكلاسيكية إلى العربية والسريانية.

تُعتبر ترجمته لأعمال جالينوس من أبرز الإنجازات، حيث أن معظم النصوص الأصلية لأعماله قد فُقدت.

ابن البناء المراكشي

ويُعرف باسم أبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي وُلد في مراكش عام 1256م، وقضى غالبية حياته في المغرب، حيث درس ودرّس مختلف فروع الرياضيات وعلم الفلك.

كتب مجموعة كبيرة من المشاريع بلغ عددها 82 مؤلفًا، معظمها في الرياضيات وبعضها في الفلك، مثل: “مدخل إلى إقليدس”، و”الأصول والمقدمات في الجبر”، و”تلخيص أعمال الحساب”. يُعتبر ابن البناء أول من وضع مفهوم الكسر كنسبة بين رقمين، وأول من استخدم تعبير المناخ في عمل يحتوي على بيانات فلكية وجوية.

أبو إسحق البطروجي

وُلِد أبو إسحق نور الدين البطروجي في المغرب عام 1150م، وهو فلكي عربي مسلم عُرف في الغرب باسم البتراجيوس، حيث قدم شرحًا لنظام فلكي بديل عن نماذج بطليموس.

كان له الفضل في إحياء نظرية أودكس، ولم يُعرف الكثير عن تفاصيل حياته، ولكن نُسبت نشأة نظريته الفلكية إلى تعليم ابن طفيل. توفي عام 1200م.

يحيى بن ماسويه

يحيى بن ماسويه هو سرياني الأصل عربي المنشأ، نشأ في بغداد وضرب حصارًا علميًا على مجال الطب في القرن العاشر، حيث ألّف عدة أعمال تتعلق بهذا المجال مع مجموعة من الأمثال والحِكَم.

يحتوي مجموع حكمه الطبية على 132 حكمة، تناولت مواضيع الأمراض وطرق العلاج، وما زالت العديد من حكمه تُعتمد كعلاجات منزلية حتى يومنا هذا.

تم نقل أعماله من الشرق إلى الغرب، ولقيت رواجًا كبيرًا بعد ترجمتها إلى اللاتينية والفرنسية، وطُبعت عدة مرات بين القرنين 11 و17.

أبو كامل شجاع

أبو كامل بن أسلم شجاع، أحد أعظم عباقرة العصر الإسلامي الذهبي، وُلِد في مصر وحصل على لقب الحاسب المصري بسبب براعته في الحساب. يُعرف أيضًا بلقب خليفة الخوارزمي. رغم تميزه في الحساب والفلك، إلا أن أهم إنجازاته كانت في مجالات الجبر والهندسة، حيث كانت أعماله الأكثر شهرة في تلك الفترة.

تمت ترجمة بعض أعماله إلى اللغة الإنجليزية، بما في ذلك “كمال الجبر وتمامه والزيادة في أصوله”، و”كتاب الخطأين”، و”كتاب الوصايا بالجذور”، و”كتاب الجمع والتفريق”. يُعتبر أبو كامل أول من استخدم الأعداد غير الكسرية كحلول، وشارك في التقدم الكبير الذي حققته الرياضيات في أوروبا خلال العصور الوسطى.

ابن رشد

أبو وليد محمد بن رشد، وُلِدَ في قرطبة عام 1128م، يُعتبر من أبرز المفكرين والعلماء في التاريخ. درس مجالات متعددة كالأحاديث واللغويات والفقه.

كتب أيضًا في الفلسفة والدين وأصل الكون والميتافيزيقا وعلم النفس، حيث أفرد لما لا يقل عن 67 عملاً في مختلف الميادين. من أهم مؤلفاته في الفلسفة هو “تهافت التهافت”، كما اكتشف في سن 25 نجمًا غير مكتشف من قبل، وتوفي في مراكش عام 1198م.

ابن الهيثم

وُلِد الحسن بن الهيثم في عام 965م في البصرة بالعراق، واشتهر بمساهماته في مجالات متعددة تشمل الرياضيات والفلك والفيزياء والبصريات.

من أشهر أعماله كتاب “المناظر” الذي تمت ترجمته إلى اللاتينية وكان له أثر كبير في شهرته في أوروبا، حيث ساهم في تعزيز فكرة الاستخدام التجريبي في العلوم. عُرف باسم بطليموس الثاني، وتوفي عام 1041م.

الكندي

يُعتبر أبو يوسف يعقوب بن إسحق أحمد الصباح، المعروف باسم الكندي، فيلسوفًا وموسيقياً وعالم أرصاد جوية وعالم كونيات. ساهم بشكل بارز في إدخال الأرقام الهندية إلى العالمين الإسلامي والمسيحي.

إلى جانب إسهاماته في مجالات الفيزياء واللوجستيات والكيمياء والعلوم الطبيعية، وُلِد في الكوفة بالعراق عام 801م.