تعتبر الآيات القرآنية المتعلقة بالصبر عند مواجهة المصائب من الموضوعات المهمة في كتاب الله، إذ يركز الله سبحانه وتعالى على ذكر فضائل الصبر وأهمية الصابرين في القرآن الكريم.
فالحياة في الدنيا مليئة بالابتلاءات والتحديات المتنوعة، ويتوجب على المؤمن أن يتحلى بالصبر في مواجهة هذه الظروف. في هذا المقال، سنتناول بعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن الصبر وثواب الصابرين العظيم.
تعريف الصبر
الصبر يمثل مفتاح الفرح والفوز في الآخرة لكل مؤمن بإذن الله.
يعني الصبر التأدب مع الله عز وجل، والرضا بما قسمه، والقدرة على كبح اللسان وعدم الشكوى من الابتلاءات.
يشير لفظ “الصبر” أيضًا إلى عدم الجزع والسخط على ما يقدره الله تعالى في الحياة.
في الدين الإسلامي، الصبر يعني حسن التعامل مع المصائب وعدم الاعتراض على قدَر الله، إضافة إلى الالتزام بثوابت الكتاب والسنة. إذ يوضح الله تعالى في كتابه الفرق بين الخبيث والطيب، كما جاء في قوله تعالى: “ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب”.
توجد العديد من الآيات القرآنية التي تشير إلى أهمية الصبر، وهي دعوة لكل مؤمن بأن يبقى صابرًا أمام الشدائد والمحن التي قد تعترض طريقه.
يجب على كل مسلم أن يدرك أن هذه الحياة الدنيا ليست إلا مرحلة قصيرة ستنتهي، ليبدأ بعدها حياة أخرى دائمة وكريمة توفر له ما يحتاجه.
في السطور القادمة، سنتعرف على بعض الآيات القرآنية الدالة على الصبر.
آيات قرآنية عن الصبر عند المصائب
تعلّمنا منذ الصغر أن الصبر مفتاح الفرج، وهو ما يتجلى في كثير من النصوص التي توضح قيمة الصبر حتى يأتي الفرج. فيما يلي بعض الآيات القرآنية الكريمة التي تبرز أهمية الصبر:
- قال تعالى في سورة آل عمران: “وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئًا”.
- وفي السورة ذاتها، قال الله: “بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة”.
- قال الله في سورة النساء: “وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم”.
- جاء في سورة آل عمران: “وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور”.
- وفي سورة يوسف: “إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين”.
- ومن سورة هود: “إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير”.
- قال الله أيضًا في سورة هود: “واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين”.
- وفي سورة الرعد: “سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار”.
- من سورة الرعد: “والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرًا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة أولئك لهم عاقبة الدار”.
- قال تعالى في سورة المؤمنون: “إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون”.
- وفي سورة الأحزاب: “وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون” صدق الله العظيم.
آيات قرآنية عن الصبر في سورة البقرة
تعتبر سورة البقرة واحدة من السور التي تتضمن العديد من الآيات الكريمة التي تتعلق بالصبر عند المصائب. إليكم بعض هذه الآيات:
- “يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين” (الآية 153).
- قال تعالى: “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون” (الآية 155).
- كذلك قال الله: “واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين” (الآية 45).
- قال تعالى: “ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون” صدق الله العظيم.
أحاديث في فضل الصبر
تتضمن الأحاديث النبوية الشريفة العديد من النصوص التي تشير إلى فضل الصبر في الإسلام. ومن هذه الأحاديث:
- قال رسول الله ﷺ:
- “لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وأهله وماله حتى يلقي الله عز وجل وما عليه خطيئة”.
- وقال الرسول ﷺ:
- “يود أهل العافية يوم القيامة، حين يعطي أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت بالمقاريض”.
- كما قال رسول الله: “ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطى أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر”.
- قال رسول الله ﷺ:
- “ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إن لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرًا منها، إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف الله له خيرًا منها” صدق رسول الله ﷺ.
أشكال الصبر في الدين الإسلامي
تشمل أشكال الصبر في الإسلام العديد من الجوانب، حيث قد يتعرض الشخص في الحياة لتحديات وصعوبات متعددة. هذه هي بعض أشكال الصبر:
- الصبر على الابتلاءات، مثل: الصبر على المرض، الفقد، تأخر الزواج، الفقر، وتأخر الحمل.
- الصبر على العبادة، كما جاء في قوله تعالى: “واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين”.
- الصبر على الآخرين، والصبر على ظلمهم.
ما هو جزاء الصابرين؟
إن جزاء الصابرين عظيم عند الله سبحانه وتعالى، كما جاء في قوله تعالى:”وبشر الصابرين”، وهذا يشير إلى أن للصابرين ثوابًا كبيرًا. وتتضح بعض جزاءات الصابرين فيما يلي:
- الصبر يقود إلى رحمة عظيمة من الله، حيث يُزيل الله عنهم المصائب وآثارها، وينعم عليهم بنعم تعوضهم.
- الجزاء الآخر هو الرأفة والرحمة، حيث ينال الصابرون صلوات من الله تتضمن المغفرة والرأفة.
- يضمن الله عدم ضياع أي مطلب للصابرين في الدنيا، ولا يوجد إنسان صابر يخسر في هذه الحياة.
آيات عن البلاء والابتلاء
-
سورة البقرة: 155 – 157
- ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.
-
سورة البقرة: 249
- ﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.
-
سورة آل عمران: 186
- ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾.
-
سورة المائدة: 94
- ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.
-
سورة الأنعام: 165
- ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.