تصنيفات التشبيه من حيث الأداة ووجه الشبه
يتم تصنيف التشبيه في البلاغة إلى الأنواع التالية:
- التشبيه المرسل، والذي يتضمن ذكر أداة التشبيه، كما في الأمثلة التالية:
- كأن النهار زاهر والقمر باهر *** الذي لا يخفى على كل ناظر
- أنا كالماء إن رضيت صفاء *** وإذا ما سخطت كنت لهيباً
- سرنا في ليل بهيم *** كأنه البحر ظلاماً وإرهابا
- التشبيه المؤكد، حيث يتم حذف أداة التشبيه، كما في المثال التالي:
أنت نجم في رفعة وضياء *** تجتليك العيون شرقاً وغرباً
- التشبيه المجمل، الذي يتم فيه حذف وجه الشبه، كما في الأمثلة التالية:
- وكأن لذة صوته ودبيبها *** سِنةٌ تمشي في مفاصل نُعس
- وكأن الشمس المنيرة دي *** نار جلته حدائد الضرّاب
- التشبيه المفصل، والذي يتم فيه ذكر وجه الشبه، كما في الأمثلة التالية:
- له هزة كهزة السيف إذا طرب *** وجرأة كجرأة الليث إذا غضب
- قصور كالكواكب لامعات *** يكدن يضئن للساري الظلاما
- لك سيرة كصحيفة الأبرار طاهرة نقية
- التشبيه البليغ، والذي تم فيه حذف كل من الأداة ووجه الشبه، كما في الأمثلة التالية:
- أين أزمعت أيها الهمام؟ *** نحن نبت الربا وأنت الغمام
- النشر مسك والوجوه دنا *** نير وأطراف الأكف عنم
أمثلة على التشبيه المقلوب
يعرف الجرجاني التشبيه المقلوب بأنه جعل المشبه مشبهاً به، وذلك بالادعاء بأن وجه الشبه فيه أقوى وأكثر وضوحاً، كما في الأمثلة التالية:
- ورمل كأوراك العذارى قطعته *** إذا ألبسته المظلمات الحنادس
- أين الغزال المستعير من النقا *** كفلا ومن نور الأقاحي مبسماً
- في طلعة البدر شيء من محاسنها *** وللقضيب نصيب من تثنيها
- ولا ح ضوء قمير كاد يفضحنا *** مثل القلامة قد قُدّت من الظفر
- والصبح في طرة ليل مسفر *** كأنه غرة مهر أشقر
- وبدا الصباح كأن غرته *** وجه الخليفة حين يُمتدح
- لدى نرجس غض القطاف كأنه *** ذا ما منحناه العيون عيونا
- لجرّ عليّ الغيث مزنة *** أواخرها فيه وأولها عندي
أمثلة على التشبيه الضمني
التشبيه الضمني هو نوع من التشبيه الذي لا يظهر فيه المشبه والمشبه به بشكل واضح، وإنما يظهران بشكل ضمني في التركيب، ويستخدم هذا النوع من التشبيه للدلالة على أن الحكم المنسوب إلى المشبه محتمل. ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
- سيذكرني قومي إذا جد جدهم *** وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
- ضحوك إلى الأبطال وهو يروعهم *** وللسيف حد حين يسطو ورونق
- قد يشيب الفتى وليس عجيباً *** أن يُرى النور في القضيب الرطيب
- لا تنكري عطل الكريم من الغنى *** السيل حرب للمكان العالي
- وما أنا منهم بالعيش فيهم *** ولكن معدن الذهب الرغام
- ومن الخير بطء سيبك عني *** أسرع السحب في المسير الجهام
- ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبس
أمثلة على غرائب التشبيه وبديعه
يعتبر التشبيه مقياساً لبلاغة الشاعر ومهارته الفنية. نجد بعض الشعراء قد تجاوزوا حدود إجادة التشبيه، حيث قدموا أكثر من تشبيه في بيت واحد، كما في الأمثلة التالية:
- كأن قلوب الطير رطباً ويابساً *** لدى وكرها العناب والحشف البالي
- يبدو وتضمره البلاد كأنه *** سيف على شرف يسلّ ويغمد
- شقائق يحملن الندى فكأنه *** دموع التصابي في خدود الخرائد