ما هي آداب زيارة القبور؟
تتسم زيارة القبور بعدة آداب ينبغي على المسلم الالتزام بها، وفيما يلي بعض منها:
الدعاء للأموات والسلام عليهم
يقول بريدة بن الحصيب الأسلمي -رضي الله عنه- إن النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُهم إذا خرجوا إلى المقابر، وكان قائلهم يقول، في رواية أبي بكر: السلام على أهل الديار، وفي رواية زهير: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إن شاء الله لالاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية”. لذا، يعد الدعاء للأموات من الأفعال المحمودة، ويساهم في منح الأجر والثواب، حيث يُستحب الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة بما جاء في الشرع.
تجنب الجلوس على القبور
ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “لأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ، فَتَخْلُصَ إِلَى جِلْدِهِ، خَيْرٌ له من أنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ”. إن الغرض من زيارة القبور هو الدعاء للأموات، والجلوس على القبر يُعتبر استخفافًا بالميت وهو أمر غير مستحب.
تجنب المشي على القبور
يقول بشير بن معبد الخصاصية -رضي الله عنه- إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “كنتُ أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرَّ على قبور المسلمين، فقال: لقد سبق هؤلاء شرًا كثيرًا، ثم مرَّ على قبور المشركين فقال: لقد سبق هؤلاء خيرًا كثيرًا. فحانت منه التفاتة فرأى رجلًا يمشي بين القبور في نعليه، فقال: يا صاحب السّبتين! ألقِهِما”. لذا يُحظر المشي على القبور.
عدم تخصيص أيام معينة للزيارة
يُعد تخصيص أيام معينة لزيارة القبور كالأعياد أو يوم الجمعة أو ما يُعرف بأربعين الميت من الأمور الغير مشروعة وفقًا للشريعة الإسلامية.
تجنب التوسل بأصحاب القبور ودعائهم
يعتبر التوسل بأصحاب القبور والاستغاثة بهم أو تقبيل القبور أمرًا محظورًا شرعًا، وهو من البدع التي لا أساس لها. إن هذا يعد شركًا بالله، إذ قال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ}.
تجنب السفر بقصد زيارة القبور
يُعتبر السفر تحديدًا لزيارة القبور من الأعمال غير المستحبة، وهو من العادات الجاهلية. وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك بقوله: “لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هَذَا، وَمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى”، مما يوضح أن الرحال لا تُشد إلا إلى هذه المساجد الثلاثة.