أسباب الفقر في الإسلام
تتعدد مسببات الفقر وعوامله، وبعضها مرتبط بشكل خاص بالأمة الإسلامية. وفيما يلي عرض لبعض هذه الأسباب:
- تأخير أداء فريضة الزكاة والإخلال بها، بالإضافة إلى تردد الأغنياء في إخراجها وعدم تقديم الصدقات المستحبة. تُعتبر الزكاة أحد المصادر الأساسية لدعم الفقراء والمحتاجين، إذ تُخصّص لهم كأول المصارف، مما يسهم في تعزيز مواردهم وتلبية احتياجاتهم.
- تجميع الأموال، وهو أمر محظور وفقًا لما ورد في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: “وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرهُم بِعَذابٍ أَليمٍ”. وقد اختلف العلماء في تفسير مفهوم كنز المال، حيث اعتبر بعضهم أن ذلك يشمل عدم استثمار الأموال حتى لو تمت إخراج زكاتها، بينما رأى آخرون أن الكنز لا ينطبق على الأموال التي تُخرج زكاتها.
- الربا، الذي يسبب آثارًا سلبية جمة، منها: عجز المرابين عن ممارسة العمل والكسب بطرق مشروعة، وفرض فوائد ربوية محرمة على ممتلكاتهم، مما يسهم في عرقلة الإنتاج وزعزعة الاقتصاد.
- التبذير والإسراف في استهلاك الكماليات، بينما يتم تجاهل جهود أولئك الذين يسعون لتحقيق الضروريات.
- الاحتكار، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع، ويصبح الحصول عليها مرتبطًا باستنزاف الكثير من المدخرات.
محاربة الفقر في الإسلام
قدّم الإسلام لمتابعيه العديد من الأساليب والوسائل التي يمكن استخدامها للتعامل مع ظاهرة الفقر واحتوائها. وفيما يأتي بعض من هذه الأساليب:
- التشجيع على العمل والاجتهاد في الكسب، حيث يُعتبر العمل أساس الاقتصاد والعمود الفقري له، وهو المورد الرئيسي للدخل.
- التكفل بالمحتاجين من الأقارب وغير الأقارب، فقد ارتبط الله تعالى الإحسان إلى الأرحام بحقوقهم، وتظهر كفالة المسلمين تجاه الآخرين من خلال تقديم الزكاة والنذور وتوزيع الأطعمة والذبائح، بالإضافة إلى الصدقات التطوعية.
تعريف الفقر
يُعرف الفقر في اللغة بأنه الحاجة والعوز، ويُشار إلى الفقير بأنه من انكسر ظهره بسبب العوز، فمعنى انكسار الظهر يشير إلى شدة الحاجة. بينما في الاصطلاح، الفقير هو الشخص الذي يفتقر إلى ما يكفي من المال ولا يتمكن من العمل أو الكسب.