الموقع الجغرافي لوادي اليرموك
يُعتبر وادي اليرموك من المعالم الجغرافية البارزة في الشام، تحديداً في منطقة غور الأردن. يتدفق هذا الوادي إلى نهر الأردن ويحيط بالبحيرة المنتنة. يبدأ نهر اليرموك من جبال حوران، ويمر بالقرب من الحدود المشتركة بين فلسطين وسوريا، قبل أن يتجه نحو الجنوب ويصب في غور الأردن، ثم في البحر الميت، ليصل أخيراً إلى جنوب بحيرة الحولة.
معركة اليرموك التاريخية
تتباين الآراء حول تاريخ معركة اليرموك، حيث يقسم المؤرخون إلى فئتين رئيسيتين: الأولى تعتقد أن المعركة وقعت في عام 13هـ خلال فترة حكم أبي بكر الصديق، حيث يمثل الطبري أبرز مؤيدي هذه الرواية اعتماداً على رواية سيف بن عمر. بينما يرى الفريق الثاني أن المعركة حدثت في عام 15هـ خلال حكم عمر بن الخطاب، ويمثل هذا الرأي عدد من المؤرخين مثل ابن إسحاق والواقدي وخليفة بن خياط والبلاذري وابن عساكر. تحمل المعركة هذا الاسم نسبةً إلى الوادي الذي شهد أحداثها. كان اختيار جيش الروم للواد مُبنيًا على طاقته الاستيعابية الكبيرة، حيث بلغ عدد مقاتليه 240,000، بينما عبر المسلمون النهر إلى الجهة اليمنى وبلغ عددهم ما بين 36,000 و40,000 مقاتل، وتمركزوا في وادٍ مُنحدر يوفر لهم ميزة استراتيجية وسط مساحة مفتوحة، مما أغلق الطرق أمام جيش الروم للهروب.
أحداث معركة اليرموك
دارت سلسلة من المعارك بين المسلمين وجيش البيزنطيين في منطقة اليرموك، واستمرت هذه المواجهات على مدى خمسة أيام غير متصلة. قدّم القائد العسكري خالد بن الوليد خطة مُحكمة للمسلمين للحفاظ على صمودهم ودحر هجمات البيزنطيين. حقق المسلمون انتصارات ملحوظة حتى تكللت بالأخير في هجوم قوي شنه المسلمون يوم الاثنين، الخامس من شهر رجب. استهدفت الهجمات الإسلامية كافة القوات البيزنطية وسط ظروف جوية قاسية وغبار عاصف، ما أثر سلباً على صفوفهم. استغل خالد هذه الأجواء ليقوم بشن هجوم فعال، ليتحول آخر مقاتل رومي إلى إما هارب من أرض المعركة، أو جثة ممددة، أو حتى مُلقى في قاع وادي اليرموك. ومن ثم، حقق المسلمون نصراً ساحقاً في هذه المعركة.