عصور الأدب العربي
إن تناول العصور الأدبية يتعلق بفترات زمنية غنية بالإنتاج الأدبي في أشكاله المختلفة، سواء كانت شعراً أو نثراً. وقد أُعطيت كل من هذه الفترات تسميات مرتبطة بعدد من العوامل. على سبيل المثال، أُطلق على العصر الجاهلي هذا الاسم نظراً لجهل الناس بأمور معينة، أما العصر الأموي فتمت تسميته نسبةً إلى حكم الأمويين خلال تلك الفترة. ويشمل ذلك باقي العصور الأدبية التي تلتها.
لم يتفق النقاد على تقسيم موحد يحدد الأزمنة الخاصة بالعصور الأدبية. ومع ذلك، قدم الدكتور شوقي ضيف في دراسته لكل عصر تقسيمًا يُعَد الأكثر دقة بين النقاد، حيث قام بتقسيم العصور الأدبية إلى الفئات التالية:
- العصر الجاهلي.
- العصر الإسلامي.
- العصر الأموي.
- العصر العباسي.
- العصر المملوكي.
- العصر العثماني.
- العصر الحديث.
العصر الجاهلي
يمتد العصر الجاهلي إلى ما قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي حدثت بعد فترة تمتد إلى مئتي عام تقريباً، وتم تسميته الجاهلي بسبب جهل الناس بمبادئ ملة إبراهيم عليه السلام، وليس لمجرد نقص في المعرفة كما يُعتقد في بعض الكتابات.
عبد العرب في هذه الفترة الأوثان والأصنام، ومن أبرز أصنامهم: هبل، واللات، والعزى، كما أن بعضهم عبدوا الظواهر الطبيعية مثل الشمس والقمر والنجوم. بينما كان هناك آخرون ممن ارتبطت فطرتهم بسياق الإيمان، فخالفوا العبادة الوثنية واعتنقوا عبادة الله وفق ملة إبراهيم عليه السلام، وعُرفوا بالحنفاء.
ترك العصر الجاهلي إرثًا أدبيًا يتم الاحتذاء به حتى يومنا هذا، خاصة في الشعر، حيث كانت له خصائص أبرزها:
- تصوير البيئة الجاهلية من جوانب اجتماعية وبيئية وأدبية.
- تميز الشعر بالصدق في التعبير.
- كثرة الصور الفنية.
- وضوح وبساطة وواقعية النصوص.
- تداول الشعر بشكل شفهي في الأسواق كما في سوق عكاظ، مما يدل على مكانة الشعر لديهم.
العصر الإسلامي
يبدأ العصر الإسلامي ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كرسولٍ للأمة حاملاً رسالة الإسلام السمحة، وينتهي بوفاة آخر الخلفاء الراشدين، علي بن أبي طالب رضي الله عنه، في العام 40 للهجرة. كان لهذه الرسالة تأثير عميق على الأدب في جميع أشكاله، من حيث الفكرة والمعنى وطريقة نظم الشعر.
تداول البعض فكرة أن الإسلام كان له موقف معادٍ من الشعر والشعراء، مستندين إلى قوله تعالى: {والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون}. إلا أن الإسلام لم يتعارض مع أي شعر يعبّر عن القيم والمبادئ الإسلامية.
تعددت خصائص الشعر في العصر الإسلامي، ومن أهمها:
- سلاسة وبساطة المفردات.
- بروز أغراض شعرية جديدة.
- الاستشهاد بالنصوص القرآنية.
- تجسيد مبادئ وقيم الإسلام في الأفكار والمعاني.