الأخلاق السلبية
حذر الإسلام من الأخلاق السلبية ووجه النهي عنها، فهو دين القيم والفضائل. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ”. جاء الإسلام لمواجهة كل خُلُقٍ غير مستحب مثل الكذب والغش والخيانة، ودعا أيضًا إلى تعزيز الأخلاق الحميدة مثل الصدق والأمانة والإحسان. فيما يلي نستعرض بعض الأخلاق السلبية التي تم التحذير منها في القرآن الكريم والسنة النبوية.
أمثلة على الأخلاق السلبية
التجسس
يُعرف التجسس لغوياً من الجذر (ج س س)، حيث يعني البحث عن عيوب الناس وأسرارهم التي لا يرغبون في أن يعرفها الآخرون. يُعَدّ هذا السلوك غير مستحب، وقد نهى الله -تعالى- عنه بقوله: (وَلَا تَجَسَّسُوا)، حيث يُعتبر التجسس من كبائر الذنوب.
النهي النبوي عن التجسس
ورد النهي عن التجسس في عدة مواضع من السنة النبوية، منها:
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (ولا تَجَسَّسُوا).
- يعتبر النبي -صلى الله عليه وسلم- متابعة عورات الناس عبر التجسس سببًا لفسادهم، فقال: (إنَّكَ إن اتَّبَعْتَ عَوْراتِ النَّاسِ أفسَدْتَهم، أو كِدْتَ أن تُفسِدَهم).
- حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من خطورة التجسس على الناس وأكد أن ذلك يعتبر علامةً على ضعف الإيمان في القلب، حيث قال: (يا مَعشَرَ مَن آمَن بلسانِهِ ولم يدخُلِ الإيمانُ قلبَهُ، لا تغتابوا المُسلِمِينَ، ولا تتَّبِعوا عَوْراتِهم؛ فإنَّه مَن اتَّبَع عَوْراتِهم يتَّبِعِ اللهُ عَوْرتَهُ، ومَن يتَّبِعِ اللهُ عَوْرتَهُ يفضَحْهُ في بيتِهِ).
الرشوة
تُعَدّ الرشوة من الكبائر، وتعني تقديم محاباة أو دفع مال بطريقة غير مشروعة في مقابل الحصول على منافع غير مستحقة. لذلك، تُعتبر الرشوة من الكبائر لكونها تُهدر الحقوق وتضيع الأمانة.
التحذير من الرشوة في القرآن الكريم
حذر القرآن الكريم من الرشوة في آيات عدة، منها:
- قال -تعالى-: ﴿وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
- كما وصف الله -تعالى- المنافقين بأنهم يأكلون المال الحرام بقوله: ﴿سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ﴾، والسحت يُشير إلى الأموال المحرمة بما في ذلك الرشوة.
التحذير من الرشوة في السنة النبوية
من الأحاديث التي نبه فيها النبي -عليه الصلاة والسلام- من الرشوة:
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما بَالُ عَامِلٍ يُبْعَثُ، فيقول: هذا لَكُمْ، وَهذا أُهْدِيَ لِي، أَفلا قَعَدَ في بَيْتِ أَبِيهِ، أَوْ في بَيْتِ أُمِّهِ، حتَّى يَنْظُرَ أَيُهْدَى إلَيْهِ أَمْ لَا؟).
- لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الراشي والمرتشي؛ حيث قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: (لعن رسول الله الراشِيَ والمرْتَشِيَ في الحكْمِ).
- حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضًا من بعض الهدايا التي قد تُفسَّر كرَشوة، قائلاً: (من شفع لأخيه شفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها، فقد أتى بَابًا عظيماً من أبواب الربا).
مساوئ الرشوة
للرشوة عواقب وخيمة تؤثر سلبًا على الفرد والمجتمع، ومن بين هذه العواقب:
- تسبب اللعن من الله -تعالى-.
- ضياع حقوق المستضعفين.
- تعزيز الظلم.
- تؤدي إلى إفساد المجتمع بشكل عام.
الكذب
يُعتبر الكذب أحد أخطر الأخلاق السلبية، وهو من صفات الكفار والمنافقين. قال -تعالى-: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ). وأكد النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: “آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أخْلَفَ، وإذا ائْتُمِنَ خانَ”.
الغيبة
الغيبة هي الحديث عن شخص غير حاضر بسوء، وهي محرمة لما تتضمنه من ظلم وأذى. قال -تعالى-: (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ). وأيضًا ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ؟” ثم عرفها بقوله: “ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ”.
النميمة
تُعتبر النميمة من الأخلاق غير المستحبة، إذ تؤدي إلى تفكك المجتمع وبث الفتن بين أفراده. يُعرَف هذا السلوك بأنه نقل الكلام بين الناس بطريقة تؤدي إلى العداوة. قال -تعالى-: (هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)، وجاء في الحديث: “مَرَّ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على قَبْرَيْنِ، فَقالَ: إنَّهُما لَيُعَذَّبَانِ، وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ”.