ما هي الأسباب التي تؤدي إلى ضعف حاسة الشم؟
يُعتبر ضعف حاسة الشم (Hyposmia) من الاضطرابات الحسية التي تتمثل في انخفاض القدرة على استشعار الروائح عن طريق الأنف. وتُعد حاسة الشم من الحواس الحيوية التي تؤثر بشكل كبير على نوعية حياة الفرد، وخاصةً عندما يُرافقها ضعف في حاسة التذوق.
يمكن أن تتسبب مجموعة من العوامل في ضعف حاسة الشم، حيث تتراوح هذه العوامل بين أسباب بسيطة تستمر لفترة قصيرة، وأخرى قد تكون مقلقة وتؤدي إلى فقدان دائم لهذه الحاسة. وفيما يلي شرح لأبرز أسباب ضعف حاسة الشم:
التدخين
يُعتبر التدخين أو التعرض المستمر للدخان من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى ضعف حاستي الشم والتذوق. وذلك بسبب تأثير التبغ على الخلايا المسؤولة عن نقل الروائح إلى الدماغ. ومن الملاحظ أن الإقلاع عن التدخين أو تقليل التعرض له قد يساعد على استعادة حاسة الشم بشكل تدريجي.
مشكلات الأنف والجيوب الأنفية
توجد العديد من المشكلات الصحية المتعلقة بالأنف والجيوب الأنفية التي قد تؤدي إلى ضعف حاسة الشم، من بينها:
- نزلات البرد (الرشح) أو التهاب الجيوب الأنفية أو الحساسية:
تحدث هذه المشكلات نتيجة انتفاخ أو انسداد الجيوب الأنفية مما يؤدي إلى حجب مستقبلات الشم بالمخاط، مما يسبب ضعفًا جزئيًا ومؤقتًا في حاسة الشم، والذي ينتهي مع التعافي.
- وجود انسداد في الممرات الأنفية:
قد يتسبب انسداد الممرات الأنفية، الناتج عن زوائد أنفية أو تشوه هيكلي أو ورم، في فقدان القدرة على الشم.
التقدم في السن
يؤدي التقدم في العمر، لاسيما بعد سن الستين، إلى تراجع حساسية حاسة الشم بفعل فقدان بعض ألياف الأعصاب الشمية. كما أن ضعف حاسة الشم قد يرتبط بتراجع حاسة التذوق.
عوامل وراثية
يمكن أن تلعب الجينات الوراثية دورًا في ضعف حاسة الشم أو انعدامها الكلي لدى بعض الأفراد، وهو ما يعرف بفقدان الشم الخلقي، والذي قد يترافق أحيانًا مع اضطرابات وراثية أخرى، ولكنه لا يؤثر دائمًا على حاسة التذوق.
آثار جانبية لبعض الأدوية
بعض الأدوية قد تسبب تأثيرات سلبية على حاسة الشم، سواء بشكل مؤقت أو دائم. إذ تؤثر على مستقبلات الشم أو الرسائل التي تُرسل إلى الدماغ. من هذه الأدوية:
- بخاخات الزنك الأنفية.
- أدوية القلب.
- المضادات الحيوية.
- أدوية ضغط الدم.
- الأدوية المضادة للاكتئاب.
إصابات الرأس
يمكن أن تؤدي إصابات الرأس، مثل التعرض للارتجاج أو العمليات الجراحية، إلى قطع أو تلف الأعصاب المسؤولة عن نقل الروائح إلى الدماغ. قد يكون فقدان حاسة الشم في هذه الحالة مؤقتًا أو دائمًا اعتمادًا على شدة الإصابة.
مشكلات الجهاز العصبي
قد تنجم مشاكل معينة في الجهاز العصبي عن ضعف حاسة الشم، نتيجة خلل في مستقبلات الشم أو الأعصاب أو المناطق المسؤولة عن الشم في الدماغ. تتضمن هذه المشكلات:
- أورام الدماغ.
- مرض ألزهايمر.
- السكتة الدماغية.
- داء باركنسون.
- الفصام.
- نوبات الصرع.
- سوء التغذية ونقص الفيتامينات.
- مرض السكري.
- المشكلات الهرمونية.
التعرض لمواد كيميائية
من الممكن أن يُسبب التعرض لمواد كيميائية قوية ضعف حاسة الشم، حيث قد تؤثر تلك المواد على الأنسجة ومستقبلات الشم. ومن بين هذه المواد:
- الأمونيا.
- البنزين.
- غبار النيكل.
- أبخرة الميثاكريلات.
- غبار الكادميوم.
- الفورمالدهيد.
- حمض الكبريتيك.
يمكن تجنب التعرض لهذه المواد في بيئة العمل أو المنزل من خلال استخدام وسائل الوقاية المناسبة، مثل أجهزة الحماية الفموية، حيث لا يُنصح باستخدام الكمامات ذات الاستخدام الواحد لعدم كفاءتها.
العلاج الإشعاعي
يعاني بعض مرضى سرطان الرأس والرقبة من ضعف حاسة الشم كأثر جانبي للعلاج الإشعاعي، نتيجة تأثير العلاج على نقل الرسائل من الأنف إلى الدماغ. وفي الحال التي تستمر فيها هذه المشكلة لفترات طويلة، قد تصبح دائمة.
الإصابة بعدوى كورونا
يُعد فقدان حاسة الشم المفاجئ من الأعراض الشائعة لـ”كوفيد-19″ والذي يمكن أن يحدث بمفرده دون تظهر أعراض أخرى. ويُعزى ذلك إلى اختلال وظيفة العصب الشمي نتيجة الإصابة بالفيروس. وبخلاف الأمراض التنفسية الأخرى، يظل البحث مستمرًا لفهم العوامل الدقيقة لفقدان الشم لدى مرضى كورونا.
ضرورة مراجعة الطبيب بسبب ضعف حاسة الشم
قد تتلاشى مشكلة ضعف الشم بنجاح في بعض الحالات، بينما يحتاج بعض الأفراد إلى معالجة هذه الحالة. من الضروري مراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- استمرار ضعف الشم لفترة تتجاوز بضعة أيام.
- التعرض لإصابة حديثة في الرأس.
- ظهور أعراض تُشير إلى ضعف في الجهاز العصبي، مثل صعوبة البلع أو التوازن أو مشاكل في الكلام والرؤية.
إذا كان الفرد يعاني من ضعف حاسة الشم أو فقدانها، ينبغي أن يتواصل مع الطبيب على الفور، أو زيارة المركز الصحي المحلي لإجراء الفحوصات اللازمة، خاصةً وأن تدهور حاسة الشم يعد من الأعراض الشائعة المرتبطة بعدوى كورونا.
ختام المقال
تتعدد أسباب ضعف حاسة الشم، وتشمل انسداد الممرات الأنفية، الإصابة بنزلات البرد، التقدم في العمر، التدخين، والتعرض لمواد كيميائية ضارة، واستجابة عدوى كورونا وغيرها. ينبغي على أي شخص يعاني من ضعف حاسة الشم زيارة الطبيب، خاصة إذا كانت هناك أعراض تشير إلى مشاكل في الجهاز العصبي أو إصابة حديثة في الرأس، أو أي شكوك حول الإصابة بكوفيد-19.