أول من رفع سيفه في سبيل الله
يُعتبر الصحابي الجليل الزبير بن العوام هو أول من رفع سيفه دفاعًا عن الإسلام. يُعد الزبير ابن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، قرشيّ من قبيلة أسد، وهو ابن عمة النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- صفيّة. يُلقب الزبير بحواريّ رسول الله، ويعتبر أحد العشرة المبشّرين بالجنة. كان من أوائل الذين أظهروا إسلامهم مع النبي عندما كان عمره اثنتي عشرة سنة، وبعض المصادر تقول إنه كان في الثامنة من عمره. وقد هاجر الزبير مرتين: الأولى إلى الحبشة، والثانية إلى المدينة المنورة.
شجاعة وفرسان الزبير
إضافةً إلى كونه أول من رفع سيفه في سبيل الله، يتمتع الزبير بشجاعة كبيرة في ساحات المعارك. في معركة الأحزاب، كان الصحابة حاضرين حول النبي، حيث سألهم النبي ثلاث مرات عن أحدهم ليتحقق من أخبار العدو، فاندفع الزبير نحو هذا الطلب بالاستجابة من بين أصحابه. في معركة خيبر، كان أحد الأبطال الذين واجهوا مقاتلي اليهود قبل فتح الحصن، حيث تمكن من قتل ياسر، أخو مرحب. وفي معركة اليرموك، كان الزبير يقتحم صفوف المشركين مرتين، حيث يدخل من ناحية ويخرج من أخرى وهو يقاتلهم، وهذه المواقف وغيرها تدل على شجاعته وإقباله المستمر لنصرة دين الله.
استشهاد الزبير بن العوام
شارك الزبير في معركة الجمل الشهيرة، حيث أوصى ابنه قبل المعركة بأن يسدد ديونه، وأخبره أنه في حال استشهاده فسوف يكون مظلومًا. انتهت المعركة دون أن يُستشهد الزبير، وعند عودته شعر بالندم على مشاركته في القتال. لكن تمكّن منه جرموز وقتله غدراً. وعندما بلغ الخبر إلى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: “بشّر قاتل الزبير بالنار.” بعد ذلك، أحضر جرموز سيف الزبير إلى عليّ، الذي أكد أن هذا السيف كان له دور كبير في حماية رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-. وقد استشهد الزبير -رضي الله عنه- في السنة السادسة والثلاثين للهجرة وكان عمره وقتها أربعًا وستين سنة.