ما هو العمل الصالح؟
يُعرَّف العمل الصالح بأنه كل فعل يتماشى مع الشريعة الإسلامية ويحقق أحكامها، شرط أن تكون نيته خالصة لله سبحانه وتعالى، وأن يكون النابع من إيمان عقائدي سليم. ويُعتبر هذا العمل غير مقبول وغير مُثاب عليه إذا تم الإخلال بأي من هذه الشروط. يُعتبر العمل الصالح من أسمى ثمار الإيمان بالله -تعالى- واتباع سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
أسباب تحفيز الإسلام على العمل الصالح
وجه الإسلام الدعوة للعمل الصالح لما له من تأثير كبير على الأفراد والمجتمعات، كما ورد ذلك في الكتاب الكريم والسنة النبوية. وقد جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ، فقيل: كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يا رسول الله؟ قال: يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ).
أثر العمل الصالح على الفرد في الحياة الدنيا
يجزل الله -عز وجل- العطاء لعباده الذين يمارسون الأعمال الصالحة، ومن هذه النعم:
- السعادة والحياة الرغيدة؛ وهو ما يسعى إليه كافة البشر على اختلاف معتقداتهم وأجناسهم، وقد وعد الله -تعالى- بتحقيق ذلك لمن يقوم بعمل صالح، حيث قال: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
- يُعتبر العمل الصالح سببًا في تخفيف الكربات وتيسير الاحتياجات، فمن يتوجه لله تعالى بالأعمال الخيّرة، يُفرّج الله كربه ويُعِينُه في شؤونه.
- محبة الله -تعالى- ومودة الناس تجاهه؛ مما يجعل الشخص تحت عناية الله ورعايته، ويجعل قلوب عباده تميل إليه.
أثر العمل الصالح على الفرد في الآخرة
في يوم القيامة، يُعد العمل الصالح الركيزة الأساسية للعبد، فهو الذي يُختم به أعماله في الدنيا، ويكون سببًا لنجاته من عذاب النار والقبر، ووسيلة لدخول الجنة التي وُصفت بأنها ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يطرأ على قلب بشر. علاوة على ذلك، فإن الأعمال الصالحة تُسهّل الحساب وتضع العبد تحت رحمة الله بسبب مواظبته على العبادة في الحياة الدنيا. وأسمى مُكافأة لأهل الجنة هي رؤية وجه الله الكريم -عز وجل-، حيث يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ).
أثر العمل الصالح على المجتمع
يُسهم العمل الصالح في تحقيق فوائد كبيرة للمجتمع المسلم، ومن هذه الفوائد:
- يساعد على بناء مجتمع مثالي خالٍ من الكراهية والحسد، حيث تسود فيه مشاعر الأخوة والإيمان، وتكون النفوس صافية لا تعاني من السلبية تجاه الآخرين، مع الحفاظ على حقوق الأفراد وكرامتهم وحرياتهم.
- يعزز مفهوم التكافل الاجتماعي بين الأفراد من خلال دعم الأغنياء للفقراء، مما يسهم في تحسين الظروف المعيشية للفئات المحتاجة ويُساعدهم على العيش بكرامة.
- يؤدي إلى الإعمار البيئي من خلال إزالة الأذى عن الطرق والحفاظ على البيئة من الملوثات والنفايات.