أحكام الزواج
يمكن تعريف الزواج لغويًا بأنه اقتران عنصرين ليصبح كل منهما مرتبطًا بالآخر بعد أن كان كلٌ منهما مستقلًا. كما يُستخدم مصطلح الزواج للإشارة إلى عملية الضم بين فردين. أما في الفقه، فإن الزواج يتمثل في العقد الذي ينشئ حقوقًا متبادلة لكل من الزوجين، مما يمنح كل منهما حق الاستمتاع بالآخر وفق الضوابط الشرعية. هناك العديد من المسائل المتعلقة بالزواج والتي أوضحها العلماء، وسنستعرض بعض منها في الفقرات التالية.
حكم الزواج
يتباين الحكم المتعلق بالزواج بحسب وضع الفرد وإمكاناته واستعداداته، ومن هنا ترتبط بالزواج خمسة أحكام يمكن تلخيصها كما يلي:
- الزواج الواجب: يصبح الزواج واجبًا في حالة الخوف من الوقوع في المحرمات نتيجة عدم وجود الشريك. لذا يلزم الزواج كوسيلة لحفظ النفس وصيانتها عن الانزلاق إلى المحظورات. وقد ذهب بعض العلماء إلى أن الشخص الذي يبدو في وضعيّة تتطلب الزواج يجب عليه الزواج سواء كان قادرًا أومعاقًا، لأن الله -تعالى- وعد من يتزوج بالرزق.
- الزواج المستحب: يُعَد الزواج مستحبًا في حالة وجود الشهوة مع عدم الخوف من الوقوع في المحرمات أو الفواحش.
- الزواج المباح: يكون الزواج مباحًا عند انعدام الشهوة وعدم الرغبة في الارتباط.
- الزواج المكروه: يُعتبر الزواج مكروهًا في حال كان الزوج يخشى أن يظلم زوجته أو يحرمها من حقوقها. كما يمكن أن يكون مكروهًا أيضًا إذا كانت هناك قلة في الشهوة أو إذا أدى الزواج إلى تعطيل عبادة مستحبّة.
- الزواج المحرّم: يحدث ذلك عندما يرغب المسلم في الزواج من غير المؤمنين في بلاد الحرب، نظرًا لما ينطوي عليه ذلك من مخاطر على النسل.
أركان عقد الزواج
لا يعقد الزواج بشكل صحيح إلا بتوفر مجموعة من الأركان، وهي:
- وجود الزوجين وخلوهما من الموانع التي تعوق صحة الزواج، مثل كون الزوجة من المحرمات على الزوج بسبب النسب أو الرضاعة، أو أن تكون المرأة في فترة العدة.
- إيجاد الإيجاب؛ ويشير إلى العبارة التي تصدر من الولي أو من ينوب عنه.
- تحقق القبول؛ وهو التصريح الذي يُصدره الزوج أو من يقوم مقامه.