أسباب تلوث الهواء في مصر
يتسبب تلوث الهواء في مصر بالعديد من العوامل، التي تنقسم إلى فئات طبيعية مثل البراكين والغابات، بالإضافة إلى العوامل البشرية كحرق الوقود. في هذا المقال، سنتناول أبرز الأسباب التي ساهمت في تلوث الهواء في مصر، بالإضافة إلى دور الحكومة في الحد من هذه المسألة.
قطاع الطاقة الكهربائية
يعتبر قطاع توليد الكهرباء هو المصدر الأساسي للانبعاثات في مصر، حيث بلغت النسبة حوالي 42% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة في عام 2019. تعتمد محطات توليد الكهرباء بشكل كبير على الوقود الأحفوري والغاز الطبيعي لإنتاج الطاقة الكهربائية.
أقرت الحكومة خطة استراتيجية تهدف إلى زيادة نسبة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة إلى 20% بحلول نهاية عام 2022. وقد شهدت مشاريع الطاقة المتجددة نمواً ملحوظاً، حيث تم إضافة 28,229 ميغاوات جديدة إلى الشبكة بين عامي 2015 و2018، ليصل إجمالي السعة المركبة إلى 55 جيجاوات.
قطاع النقل
يُعتبر قطاع النقل المصدر الثاني للانبعاثات، حيث تشكل الانبعاثات الناتجة عن وسائل النقل نحو 19% من إجمالي الغازات الملوثة. تُعتبر وسائل النقل المعتمدة على الوقود الأحفوري من أهم المسببات.
تعمل الحكومة على وضع تشريعات خاصة لضبط انبعاثات العوادم الناتجة عن السيارات والدراجات، كما اعتمدت قوانين صارمة لمراقبة المركبات ومخالفة جميع الانتهاكات البيئية المتعلقة بالانبعاثات، مع تشجيع الانتقال من وسائل النقل الخاصة إلى العامة للتخفيف من هذه الانبعاثات.
القطاع الصناعي
يساهم القطاع الصناعي بنحو 15% من إجمالي الانبعاثات. وضعت الحكومة خطة لمراقبة المنشآت الصناعية المخالفة للأنظمة البيئية من خلال التفتيش اليومي وإصدار التقارير الدورية، بالإضافة إلى تنفيذ زيارات مفاجئة للمنشآت. كما تسعى الحكومة إلى دعم هذه الشركات فنياً وتقنياً لتطوير منظومات الرصد الذاتي.
إدارة النفايات
تحتوي مصر على عدد كبير من مقالب النفايات التي تستخدم حفر كبيرة لدفن النفايات الصلبة. تُعتبر هذه المكبات مراكز رئيسية لإطلاق الانبعاثات الضارة بالبيئة، مما يؤثر على جودة الهواء والمياه والتربة، بالإضافة إلى ما ينتج عن حرق النفايات من غازات دفيئة.
لذا، تسعى الحكومة إلى تطبيق نظام إعادة تدوير فعال لاستغلال هذه النفايات في إنشاء خطوط إنتاج جديدة بدلًا من أن تكون سبباً في المشكلة البيئية.
الكثافة السكانية المرتفعة
تعد الكثافة السكانية المرتفعة من العوامل المؤثرة بشكل كبير على المدن، وخاصة العاصمة. زيادة عدد السكان يعكس زيادة في الطلب على وسائل النقل العامة والخاصة، مما يؤدي إلى ارتفاع نسب الانبعاثات المرورية، وضغط أكبر على قطاع توليد الكهرباء، بالإضافة إلى استخدام كميات مرتفعة من الغاز للطهي وحرق النفايات.
في عام 2009، لوحظ تشكل سحابة دخانية ضخمة فوق العاصمة، ما أدى إلى تفاقم مشكلة تلوث الهواء نتيجة لشتى العوامل السابقة، بالإضافة إلى حرق المحاصيل الزراعية وخاصة الأرز، حيث قام المزارعون بحرق محاصيلهم ليلاً تجنباً للمخالفات البيئية، مما ساهم في ظهور هذه السحابة السوداء.
تلوث الهواء
يشير تلوث الهواء إلى تواجد عوامل فيزيائية، كيميائية، أو بيولوجية تؤثر على خصائص الغلاف الجوي. يزهق تلوث الهواء أرواح نحو 7 ملايين شخص سنوياً حول العالم، مما ينعكس سلباً على الصحة العامة ويسبب أمراضاً متعددة مثل الانسداد الرئوي المزمن، وأمراض القلب، وسرطان الرئة، والتهابات الجهاز التنفسي الحادة.
ملوثات الهواء
يتمثل أبرز الملوثات التي تؤثر سلباً على الصحة العامة في:
- أكاسيد النيتروجين (Nox): تتضمن أول أكسيد النيتروجين (NO) وثاني أكسيد النيتروجين (NO2) التي تنبعث نتيجة عمليات الاحتراق في درجات حرارة مرتفعة. وتعتبر انبعاثات وسائل النقل ومحطات الكهرباء والمناطق الصناعية هي السبب الرئيس لزيادة تركيزها.
- ثاني أكسيد الكبريت (SO₂): يُحرر إلى الهواء كناتج عن عمليات احتراق بعض أنواع الوقود التي تحتوي على الكبريت، خاصة في محطات توليد الكهرباء وبعض الصناعات التي تعتمد على حرق النفط.
- الجسيمات العالقة في الهواء: المصدر الرئيسي لها هو الانبعاثات الناتجة عن وسائل النقل والصناعات، حيث تساهم في زيادة كمية الأتربة في الهواء. كما تلعب الرياح دوراً في حمل الأتربة من المناطق الصحراوية، رغم أنها أقل خطراً.
- أول أكسيد الكربون (CO): تُعتبر الانبعاثات المرورية هي المصدر الرئيسي له، حيث يعتمد مستوى تركيزه على كفاءة محرك السيارة وسرعته.
- الأوزون (O₃): يتواجد بشكل طبيعي في الغلاف الجوي نتيجة لوجود طبقة الأوزون.