أسباب الطرد من رحمة الله
عبارة (الطرد من رحمة الله) تعكس معنى اللَّعن، والذي يُعتبر عقوبة لبعض المخالفات التي يرتكبها الفرد. وتربط النصوص الشرعية اللَّعن بالابتعاد عن مظاهر الرحمة. فاللَّعن يصيب من يستحقه، وبالتالي فإن من لعنهم الله يطردون من رحمته. من الضروري التعرف على بعض الأسباب التي أدت إلى هذا العقاب ليتجنب الأفراد الوقوع فيها. فيما يلي توضيح لهذه الأسباب.
الذبح لغير الله
جاء في الحديث عن علي بن أبي طالب: (سُئِلَ أَهَلَ خصَّكُم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشيءٍ؟ فأجاب: مُعَظَّمًا ما خصَّنا رسول الله بشيءٍ إلا ما كان في قِرَابِ سَيْفِي هذا، ثم أخرج صحيفة كُتب فيها: لَعَنَ اللَّهُ مَن ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ). وهنا يبدو أن اللَّعن يمكن أن يُفهم على أنه إخبار أو دعاء، حيث يستحق من يرتكب هذا الفعل العقوبة، إذ إنَّ إفراد العبادة لغير الله يعدّ خطأً جسيمًا.
من يُغيّر منار الأرض
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سياق الحديث السابق: (ولعَنَ الله مَن سَرَقَ مَنَارَ الأرض)، حيث يشير “منار الأرض” إلى الحدود التي تفصل بين أملاك الأفراد. تعديل هذه الحدود يعدّ تعديًا على حقوق الآخرين، وهو فعل لا يقوم به إلا من قَلَّ إيمانه، وبالتالي يستحق اللعن.
لاعن والديه
في الحديث السابق، ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضاً: (ولعَنَ الله مَن لَعَنَ وَالِدَهُ). فالعقوق وسب الوالدين يُعد من الأفعال المحرّمة، وقد يأتي معنى اللعن هنا ضمن سياق شتم شخصٍ لغيره، مما يستدعي التحذير.
من آوى مُحدِثاً
الأصناف التي لعنها الرسول -صلى الله عليه وسلم- تشمل أيضاً: (ولعَنَ الله مَن آوى مُحدِثاً). المُحدِث هو الشخص الذي ارتكب جريمة تستوجب العقاب، فمن يحميه أو يساعده يكون ملعونًا. كما أن المُحدِث قد يكون مُبتدعًا في الدين، مما يستدعي لعنه كل من يسانده في بدعته.
المُغيرات لخلق الله
عن عبد الله بن مسعود، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ). وقد ورد أن امرأة من بني أسد تُسمى أم يعقوب، وقد كانت تقرأ القرآن، قد سألت عن هذا اللعن. هذا الحديث يحدد العديد من النساء اللواتي استحقن اللعنة بسبب تغييرهن لخلق الله، مما يسلط الضوء على خطورة اتباع الشيطان، حيث يتضمن هذا سخطًا على أقدار الله.
تشمل الأفعال المستحقّة للعنة الوشم والنمص وتفليج الأسنان، إذ أن الوشم يُعني اختراق الجلد بالإبرة، مما يخرج الدم ويُستخدم بعد ذلك الكحل أو ألوان أخرى على مناطق الجسم مثل العضد واليد والذقن. كما أن النمص يعني إزالة الشعر بطرق معينة دون ضبط حاجبي، بينما تفليج الأسنان يتضمن تباعد الأسنان لإبراز جمال الوجه. هذه الأفعال تُظهر النساء بشكل أصغر سناً وتغييرًا لكل ما خلق الله من جمال.