من هو أتيلا الهوني؟
وُلد أتيلا الهوني وشقيقه بليدا في منطقة بانونيا، والتي كانت إحدى مقاطعات الإمبراطورية الرومانية، حوالي عام 406 ميلادية. في عام 434، تم تعيين أتيلا وأخيه كحكام مشتركين لقبيلة الهون. ولكن في عام 445، قام أتيلا بقتل شقيقه ليصبح الحاكم الوحيد لإمبراطورية الهون. استمر حكمه من عام 434 حتى عام 453. وقد أُطلق عليه لقب “فلاجيلوم داي” والذي يعني باللاتينية “بلاء الله”، نظرًا لما أحدثه من دمار لأراضي تمتد من البحر الأسود إلى البحر الأبيض المتوسط. وقد ساهم قتله لأخيه في تعزيز هذا اللقب، كما وسع سلطته لتشمل العديد من القبائل الجرمانية، مما جعله أحد أبرز الحكام البرابرة الذين هاجموا الإمبراطورية الرومانية.
العائلة الملكية لأتيلا الهوني
ينتمي أتيلا إلى عائلة ملكية، إذ أنه ابن مونزوك، بينما تظل هوية والدته غير معروفة. عاشت عائلته حياة مميزة نسبياً، حيث كان جزءاً من قبيلة الهون، التي انتقلت من آسيا الوسطى إلى أوروبا في حوالي عام 370 ميلادية.
خصائص أتيلا الهوني
بحسب المؤرخ إدوارد جيبون، عُرف أتيلا بنظراته القاسية، حيث كان كثيرًا ما يظهر عينيه وكأنه يستمتع بخلق الرعب. وقد كان يُشاع أنه يخيف الناس بادعائه امتلاك السيف الأصلي للمريخ، إله الحرب الروماني.
أتيلا وهجومه على الإمبراطورية الرومانية
إليك أبرز المعلومات حول هجوم أتيلا على الإمبراطورية الرومانية:
- في عام 434، هاجم أتيلا الإمبراطورية الرومانية، مما دفع الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني لدفع جزية لأتيلا مقابل الحماية، لكنه خالف المعاهدة ودمر العديد من المدن على ضفاف نهر الدانوب.
- استمر في زحفه داخل الإمبراطورية وقام بتدمير نايسوس وسيرديكا بالكامل، ثم توجه نحو القسطنطينية، حيث هزم القوات الرومانية الشرقية خلال سلسلة من المعارك.
- وفي مرحلة لاحقة، اتجه نحو البحر شمال وجنوب القسطنطينية، لكنه أدرك صعوبة مهاجمة الأسوار العملاقة للعاصمة، إذ قام ثيودوسيوس الثاني بتعزيز دفاعاته، فعاد أتيلا ليقضي على ما تبقى من قوات الإمبراطورية الرومانية الشرقية.
- ورغم رفض الإمبراطور الشرقي الجديد مارقيان، والغربي فالنتينيان الثالث دفع الجزية، فقد جمع أتيلا جيشًا وغزا بلاد الغال، حيث هزمه أيتيوس في معركة تشالون عام 451، بعد تحالفه مع القوط الغربيين.
السنوات الأخيرة في حياة أتيلا
في عام 452، غزا أتيلا إيطاليا ونهب العديد من مدنها، لكنه غادر ذلك البلد في نفس العام دون أن يعبر جبال الأبينيني، بسبب المجاعة والأوبئة التي تفشّت في إيطاليا. وفي عام 453، كان أتيلا يخطط لمهاجمة الإمبراطورية الشرقية، بعد أن رفض الإمبراطور الجديد مارقيان دفع الجزية، بينما وافق ثيودوسيوس الثاني على ذلك. تُوفي أتيلا بعد وليمة كبيرة في ليلة زفافه، وكانت عروسه إلديكو واحدة من عدة زوجات له. لا يزال سبب وفاته -whether كان نتيجة القتل أو لأسباب طبيعية – غامضاً. تم دفنه في تابوت مصنوع من الذهب والفضة والحديد، وبعد ذلك قُتل الذين حضروا دفنه لضمان عدم معرفة مكانه أبدًا.
ما بعد وفاة أتيلا
بعد وفاة أتيلا، بدأت الإمبراطورية بالتفكك، حيث نشبت الصراعات بين أبنائه، وفي غضون عقود قليلة انهار النصف الغربي من الإمبراطورية الرومانية، الأمر الذي كان أتيلا يخشاه، وهو انهيار مملكته.