التدريب
يمكن تعريف التدريب بأنه مرحلة حيوية تهدف إلى إعداد الأفراد من خلال تزويدهم بالمعارف والبيانات المتعلقة بموضوع معين. تعتمد هذه العملية على تبادل الأفكار والمفاهيم بين المدرب والمتدربين، مما يساهم في تعزيز خبراتهم وتطوير مهاراتهم. ومن الجدير بالذكر أن التدريب يعد جزءًا أساسيًا من العملية التعليمية، لذا توجد طرق وأساليب متعددة يمكن استخدامها في هذا النوع من التعلم، وسنستعرض في هذا المقال بعضًا منها.
أساليب وطرق التدريب
تقسم أساليب التدريب إلى ثلاثة فئات رئيسية، كل منها تتضمن عدة طرق. فيما يلي نستعرض بعضها:
الإلقاء المباشر
المحاضرات
تُعرّف المحاضرة بأنها مناسبة رسمية حيث يقوم المدرب بعرض مجموعة من الحقائق أو المبادئ أو المعلومات، وتستخدم هذه الآلية عندما يرغب المدرب في تعليم المتدربين الأساسيات أو عندما يكون عدد المشاركين كبيرًا مع محدودية الوقت. كذلك، يمكن استخدامها لتأكيد أو توضيح بعض النقاط أو عمل ملخص مراجعة.
تتميز المحاضرات بالعديد من المزايا التي تجعلها خيارًا محبذًا لدى المدربين، حيث لا تتطلب مكاناً محدداً طالما أن المتدربين يستطيعون سماع المدرب وفهمه. كما تناسب مختلف المستويات ويمكن دمجها مع أساليب أخرى. ومع ذلك، فإنها قد تضع ضغطًا إضافيًا على المدرب، الذي يتحمل مسؤولية إعداد وشرح المادة، في حين يظل دور المتدربين محدوداً حيث يقتصر على الانصات دون المشاركة الفاعلة، ما يقلل من فرص تبادل الآراء والأفكار.
الندوات
الندوات تُعرّف على أنها جلسة حوارية بين أخصائي وعدد من المتدربين، تستمر عادةً من نصف ساعة إلى ساعة. يتم خلالها طرح الأسئلة المرتبطة بموضوع معين. تتميز هذه الطريقة بأنها تتيح للمتدربين فرصة طرح استفساراتهم حول المادة، مما يضمن تغطية جوانب متعددة منها. كما أن التحضير للندوات يحتاج إلى وقت أقل بالمقارنة مع المحاضرات، مضاف إلى مرونة هذه الطريقة التي تسمح بالتوسع في الموضوع وإعطاء أمثلة. لكن قد تفتقر الندوات إلى التنظيم، مما قد يتسبب في اللبس للبعض، وغالبًا ما تكون الأسئلة المطروحة سطحية أو تركز على جوانب محدودة فقط.
المؤتمرات
المؤتمرات تعتبر أسلوبًا لمناقشة جماعية تسعى للوصول إلى أهداف محددة، حيث يوجد تفاعل بين المدرب والمتدربين. من المهم الإشارة إلى أن هذه الطريقة تُعتمد عندما يكون هناك حاجة لإيجاد حلول لمشكلات أو لتدعيم المحاضرات والقراءات، فضلًا عن إتاحة الفرصة للمتدربين لتطبيق النظريات أو الأفكار.
تتميز المؤتمرات من خلال إتاحة الفرصة للمتدربين للتعبير عن آرائهم وفتح نقاشات بينهم وبين المدرب، ما يعزز فعالية التعلم والمشاركة. لكن قد تفتقر هذه المؤتمرات أحيانًا للمدرب القادر على إدارة النقاش بفاعلية، وتحتاج إلى تحضير مسبق على الرغم من عدد المشاركين القليل، بالإضافة إلى ضرورة توافق مستويات وثقافات المتدربين.
الحوار والمناقشات
دراسة الحالات
تركز دراسة الحالات على تمكين المتدربين من المشاركة النشطة في التدريب، عن طريق تقديم حالة واقعية يُطلب منهم العمل على حلها وتحليلها، بما في ذلك إبداء ملاحظاتهم وتوصياتهم. تُستخدم هذه الطريقة للاستنتاج من مبادئ الإدارة أو لتطوير المهارات الفردية.
تسمح هذه الطريقة بمشاركة فعالة من المتدربين وتثير فضولهم في تحليل المشكلة. إلا أنها تتطلب وقتًا طويلاً مما قد يؤثر على تركيزهم، كما ينبغي أن يكون عدد المتدربين قليلاً لضمان فعالية النقاش. وغالباً ما تكون الحلول المقترحة مثالية وغير واقعية.
العصف الذهني
العصف الذهني، أو “تهييج الأفكار”، هو أسلوب يتم من خلاله طرح سؤال على مجموعة صغيرة من المتدربين، يتعلق بكيفية التعامل مع موقف معين. الهدف هو توليد الكثير من الأفكار والحلول المتعلقة بالمشكلة المطروحة مع التنسيق بين أفكار المشاركين، حيث تُكتب الأفكار على لوح لضمان عدم فقدانها. وتستخدم هذه الطريقة عندما يكون هناك حاجة ملحة لتوليد حلول مبتكرة.
تتميز هذه الطريقة بإنتاج أفكار جديدة وفعالة، وتعزز التفاعل بين المتدربين. ومع ذلك، تتطلب الأجواء المناسبة لتوليد الأفكار، مما يزيد من العبء على المدرب، خصوصاً إذا كانت مستويات المتدربين متباينة.
الدراسة
الواجبات الدراسية
تستند هذه الطريقة على تكليف المتدربين بقراءة دوريات أو كتب، أو إعداد مشاريع وأبحاث، أو تحديد مواضيع معينة للتدرب عليها. تُستخدم هذه الأسلوب عندما يرغب المدرب في تمهيد المناقشة، مع مراعاة الفروق الفردية بين المتدربين.
توفي هذه الطريقة للمتدربين فرصة استعراض المادة ومراجعتها، مما يعزز قدراتهم في حل المشكلات. لكن عليها أن تكون واقعية، وقد يواجه المدرب صعوبة في متابعة وتقييم الأخطاء التي يرتكبها المتدربون.
المراجع والكتب
تعتبر هذه الطريقة تقليدية بعض الشيء حيث تتطلب العودة إلى المراجع والكتب. وعلى الرغم من أهميتها، يواجه العديد من المتدربين صعوبة في الابتعاد عن القراءة بسبب الشعور بالملل.
التقنيات السمعية والبصرية
تُعتبر هذه الطريقة واحدة من الأساليب الشائعة في المعاهد التعليمية حول العالم، حيث تقوم على تنظيم المادة في شرائح أو على شكل فيديوهات. إلا أنها تتطلب إعدادًا جيدًا لجذب انتباه المتدربين وحفظ حماستهم، بالإضافة إلى تجنب شعور الملل.
ملاحظة: يُوصى باستخدام مجموعة من الأساليب أثناء التدريب أو تقديم المادة، حيث يساهم ذلك في زيادة فعالية الموضوع أو الفكرة، مثل الجمع بين الواجبات الدراسية، والمحاضرات، واستخدام التقنيات السمعية والبصرية، أو تطبيق أساليب مختلفة أخرى.