لمحة عن أبو معشر البلخي
يُعتبر أبو معشر البلخي من أبرز الشخصيات في تاريخ علوم الرياضيات والفلك في العالم الإسلامي. وقد اكتسب شهرة واسعة في الغرب تحت اسم ألبوماسار (Albumaser)، وهو اسم مشتق بشكل غير دقيق من اسمه الأصلي “أبو معشر”. تُرجم العديد من مؤلفاته إلى اللغة اللاتينية، مما ساهم في شهرته في أوروبا، حيث عُرف بخبرته في علم الفلك. كما أن له العديد من المؤلفات في الرياضيات وأحوال المناخ وغيرها من المجالات العلمية.
حياة أبي معشر البلخي
وُلِد أبو معشر جعفر بن محمد بن عمر البلخي حوالى عام 787م في مدينة بلخ، التي تقع اليوم في أفغانستان. انتقل في شبابه إلى بغداد طلبًا للعلم، واستقر في الجانب الغربي من المدينة، تحديدًا عند باب خراسان. في البداية، كان أبو معشر مهتمًا بعلوم الحديث، ولكنه غير توجهه لاحقًا إلى دراسة علم الفلك وأحكام النجوم.
بالإضافة إلى دراسته للفلك، اهتم أبو معشر أيضًا بتاريخ الفرس، وأظهر براعة ملحوظة في علم التنجيم. التقى بالموفق، شقيق المعتمد، حيث أصبح منجمه الخاص. وقد كان معه في البصرة خلال حصار الزنج. توفي أبو معشر عام 886م عن عمر يناهز 99 عامًا في مدينة واسط الحالية في العراق، وذلك بعد معاناته من نوبات صرع كانت تهاجمه من وقت لآخر.
أهم مؤلفات أبو معشر البلخي
ألف أبو معشر البلخي حوالي 40 كتابًا، ومن أبرز مؤلفاته:
- كتاب المدخل الكبير إلى علم أحكام النجوم.
- كتاب أحكام تحاويل سني المواليد.
- كتاب تفسير المنامات من النجوم.
- كتاب مواليد الرجال والنساء.
- كتاب الألوف في بيوت العبادات.
- كتاب اقتران النحسين في برج السرطان.
- كتاب الجمهرة.
- كتاب الزيج الكبير.
- كتاب الزيج الصغير.
- كتاب المواليد الكبير.
- كتاب المواليد الصغير.
- كتاب الاختيارات.
- كتاب الأمطار والرياح وتغير الأهوية.
- كتاب الأنوار.
- كتاب الأقاليم.
- كتاب السهمين وأعمار الملوك والدول.
- كتاب المزاجات.
ترجمة مؤلفات أبي معشر البلخي
يُعد كتاب “المدخل الكبير إلى علم أحكام النجوم”، المعروف اختصارًا بـ “المدخل الكبير”، من أهم مؤلفات أبي معشر البلخي. كتب هذا الكتاب عام 848م، وتمت ترجمته إلى اللاتينية لأول مرة في عام 1133م بواسطة المترجم يوحنا الإشبيلي، وحقق انتشارًا في الغرب تحت اسم “مقدمة في علم الفلك”. لاحقًا، قام هيرمان الدالمسياتي بترجمته مرة أخرى بأسلوب مبسط في عام 1140م، مُسميًا إياه “الاتصالات الكبير”.
في عام 1962م، أشار العالم جادل ليماي إلى أن مؤلفات أبي معشر البلخي كانت بشكل عام مصدرًا أصليًا ومهمًا لإصلاح أرسطو في الدراسات العلمية لدى العلماء في أوروبا خلال العصور الوسطى، خاصةً قبل منتصف القرن الثاني عشر الميلادي. ظهرت طبعة ترجمة الدالمسياتي لأول مرة في عام 1489م، وتبعتها عدة طبعات في مدينة البندقية عامي 1506 و1515م.