أشهر الأساطير اليونانية
تُعتبر اليونان، المعروفة أيضًا ببلاد الإغريق، قبلةً للتراث الثقافي والأثري الغني. فمن بين أبرز معالم هذا التراث، تبرز الأساطير القديمة التي تشمل حكايات الأبطال، الآلهة الأسطورية، وقصص الحب والانتقام. هذه الحكايات التي مارست تأثيرًا عميقًا في الحضارة الإنسانية، لا تزال تُروى حتى يومنا هذا. إليكم بعضًا من أشهر هذه الأساطير:
صراع الجبابرة
تتناول أسطورة “صراع الجبابرة” (Clash of the Titans) قصة خلق الأرض وظهور الكائنات. تُعتبر هذه الأسطورة من الرموز الأكثر شهرة في التراث اليوناني. وفقًا لتقاليد الإغريق، كان العالم في بداية خلقه يعاني من الفوضى المظلمة التي لم تتضمن سوى الغبار والعماء. من هذه الفوضى، وُلِدت الأرض والجبال والشمس والقمر والنجوم والسماء (أورانوس).
تزوج أورانوس من الأرض وأنجب الجبابرة، ولكن خوفًا على عرشه، قام بإخفاء أولاده في أعماق الأرض. ومع ذلك، استطاع ابنه كرونوس، الذي يُعتبر الأقوى بينهم، أن يسيطر على العالم ويصبح زعيمًا للكون.
تزوج كرونوس من الجبارة ريا وأنجب منها إلهين ذكور وثلاث آلهة إناث. لكن بسبب خوفه من أن يتولى أبناؤه العرش، قام بابتلاعهم. وعندما كانت ريا تتوقع إنجاب ابن سادس، أخفت الطفل زيوس عن كرونوس وقدمت له قطعة من القماش على أنها طفله.
اعتنت حوريات الأرض بزيوس حتى كَبِر. وحين أصبح قادرًا، تمكّن من دخول بطن والده وإطلاق سراح إخوته. ثم قاد جيشًا من الآلهة إلى انتصار مُبين في الحرب، مستقرًا بعد ذلك في جبل أوليمبوس، فيما تم حبس أعدائه الجبابرة في تاتاروس، المكان المظلم بعيدًا عن الأرض.
أسطورة هرقل
يُعتبر هرقل (Hercules) أقوى بطل في التاريخ الأسطوري اليوناني، وقد وُلِد كطفل عادي لأم بشرية، بينما كان والده زيوس، إله الآلهة، مما يجعله نصف إله ونصف إنسان، متسمًا بقوة هائلة وقدرات خارقة.
نشأ هرقل في كنف والده المُفترض أمفيتريون، الذي حرص على تعليمه وتربيته بأفضل الوسائل الممكنة. وكان يجهل قواه الحقيقية، فيما سعت هيرا، زوجة زيوس، إلى القضاء عليه بعدما اكتشفت أنه الابن غير الشرعي لزوجها.
تبدأ ذروة أسطورة هرقل عندما قاد معركة ضد المينيين لاستعادة النظام في مدينة طيبة، وبعد تلك الحرب، أصبح بطلًا شابًا وزوجًا لأبنة الملك ميغارا، وأنجب منها ثلاثة أبناء أقوياء. ومع ذلك، أرسلت هيرا جنودًا لقتل أسرته، مما أدى إلى غضب هرقل الشديد وحزنه العميق، حتى طُرد من أثينا بسبب مقتل عدد من الأشخاص الذين اعتقد أنهم مربوطون بمقتل عائلته. وطلبًا للتكفير عن الذنوب، قام بتنفيذ 12 عملًا أسطوريًا، من أشهرها صيد الأسد النيمي وهيدرا.
بروميثيوس سارق النار
يُعتبر بروميثيوس (Prometheus) أحد الجبابرة الذين لم يشاركوا في المعركة الكبرى بين الجبابرة والآلهة. بعد تلك الحرب ونجاح زيوس في السيطرة على الكون، كُلف بروميثيوس بمهمة معينة، ولكنه على نحو غير متوقع، قام بوضع خطة ماكرة تهدف لسرقة النار من الآلهة.
صنع بروميثيوس حبة كُمثرى ذهبية أو تفاحة -بحسب الروايات- وقدمها للآلهة، مع رسالة موجهة بعنوان “لأجمل آلهة”. مما جعل الآلهة تتصارع فيما بينها على الفاكهة، وبذلك استغل بروميثيوس انشغالهم وسرق النار من ورشة هيفايستوس، إله النار اليوناني.
غادر بروميثيوس جبل الآلهة سعيدًا بالنار التي أخذها إلى الأرض لإعطائها للبشر، لكنه عند علم زيوس بما حدث، أمر بملاحقته. بعد القبض عليه، تم تقييد بروميثيوس على جبل القوقاز، وأُمر نسر بأكل كبده إلى الأبد كعقوبة على جريمته.
في إحدى مغامراته، عثر هرقل على بروميثيوس المقيد، وطلب من زيوس أن يطلق سراحه. كما قام بقتل النسر الذي كان يعذبه. وبعد تردد، وافق زيوس على الطلب وحرر بروميثيوس، مما جعل البشر يكرمونه بصناعة خواتم تخليدًا لما فعله.
أساطير يونانية أخرى
يوجد العديد من الأساطير اليونانية التي قد تحتاج إلى مجلدات لسردها بالكامل، ومنها بعض من أشهر هذه الحكايات:
- أسطورة هاديس وبيرسيفون (Hades and Persephone).
- أسطورة صندوق باندورا (Pandora’s box).
- أسطورة تسمية مدينة أثينا (The Name Giving of Athens).
- أسطورة مينوتر وثيسيوس (Theseus and the Minotaur).
- أسطورة دايدالوس وإيكاريوس (Daedalus and Icarus).
- أسطورة الملك أيغيوس (The Myth of King Aegeus).
- أسطورة البطل الخارق أوديب (The Tragic Hero Oedipus).