الأسس الفكرية
تستند مبادئ التربية في الإسلام إلى مجموعة من الأسس، التي سيتم توضيحها فيما يلي.
رؤية الإسلام للإنسان
يعتبر الإنسان في الإسلام أفضل مخلوق على وجه الأرض؛ فقد أنعم الله -عز وجل- عليه بالعقل الذي يمكّنه من التحكّم في البيئة المحيطة به، بما في ذلك المخلوقات والمكونات التي وفّرها الله -تعالى- له خدمةً لمصلحته. وفي المقابل، ألزمه الله بمسؤوليات عظيمة، تتمثل في الالتزام بالشريعة الإلهية وتنفيذ أوامره والنهي عن ما لا يرضى عنه. وفي يوم القيامة، يُحاسب الإنسان على اختياراته في الحياة الدنيا، سواء كانت خيرًا أم شرًا.
رؤية الإسلام للكون
خلق الله -تعالى- الكون ودعا الإنسان للتأمل في آياته، من مخلوقاتٍ وجبالٍ وبحارٍ وسهولٍ ومحيطات وغيرها. هذا التأمل يعزز إيمان الإنسان بالله -تعالى- ويعزّز توحيده، حيث يربط المسلم بخالقه ويغرس فيه الإيمان بأن الله هو المدبّر لهذا الكون.
رؤية الإسلام للحياة
يفهم الإسلام الحياة على أنها اختبارات وابتلاءات، حيث لا تُعتبر الدنيا هدف الإنسان الأسمى؛ لأنها حياة مؤقتة. يمكن للإنسان الاستمتاع بملذات الحياة ضمن الإرشادات التي حددها الله -تعالى-، على أن يكون الهدف منها هو إرضاء الله والصبر على الصعوبات التي تواجهه.
الأسس التعبدية
تعود العديد من الفوائد التربوية الناتجة عن العبادات إلى ما يلي:
- تشكل العبادة ركيزة أساسية في التربية الإسلامية، حيث تعبر عن الخضوع لله -تعالى- وتذكّر المسلم بصلة العبد بخالقه، مما يعزّز شعور الارتباط والمراقبة الإلهية دائماً.
- تعزز العبادات الروابط بين المسلمين، مما يزيد من تماسكهم، حيث يقوم هذا الارتباط على أساس من العاطفة الصادقة والثقة المتبادلة. الأعمال التعبدية تزيد من إحساس المسلم بالقوة الجماعية ومعاني الأخوة والمودة، وتساعد على اكتساب الطاقة الروحية المستمدة من الخالق -عز وجل-. في مواجهة التحديات، ينبغي على المسلمين توحيد قلوبهم للإبقاء على وحدة المجتمع، كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد…”.
- تساعد العبادات على غرس الفضائل الحسنة في نفس المسلم، وتنمي فيها الأخلاق الحميدة من خلال الالتزام بالأداء الصحيح للعبادات، كما أنها تضبط أوقات المسلم وتنظم جوانب حياته المختلفة.
- تعمل العبادات على تعليم المسلم المساواة والتعاون وتنمي لديه العدالة، حيث يتم التعامل في أداء العبادات على قدم المساواة دون تمييز.
الأسس التشريعية
يقصد بالأسس التشريعية الشريعة الإسلامية، التي تتضمن العقيدة والعبادة وتنظيم الأمور الحياتية للمسلم. فيما يلي بعض الأبعاد التربوية للشريعة:
- تتناول الشريعة الإسلامية الجوانب التربوية، والتي تبرز من خلال استخدام أساليب الترغيب والترهيب، واستلهام العبر من التاريخ والمواقف السابقة، فضلًا عن توجيهات الأمر والنهي.
- تعمل الشريعة على تربية الإنسان وتوجهه نحو التفكير المنطقي في استنباط الأحكام، حيث لم تُسنّ هذه الأحكام لأهداف فردية بل للاستفادة منها في مختلف الأزمنة والأماكن وفي كافة المواقف التي يحياها الإنسان.