حب الدنيا
تعتبر الحياة الدنيا محطة مؤقتة لا بد أن يعبرها الإنسان إلى الآخرة. لكن نجد أن العديد من الأفراد ينغمسون في ملذاتها، غافلين عن ما أعدّه الله -تعالى- من جنات النعيم للمؤمنين والطائعين. إن نعيم الجنة يتفوق على نعيم الدنيا بكثير، كما قال ابن عباس رضي الله عنه: “ليس في الجنة شيء يشبه ما في الدنيا إلا الأسماء، وأما الذوات فمتباينة”. لذا يتوجب على الإنسان أن يتذكر الجنة وما فيها من نِعم ويتخذ من الدنيا زاداً للآخرة.
أحاديث حول حب الدنيا
توجد العديد من الأحاديث النبوية التي تنفر من حب الدنيا وتحث على الآخرة، ومن بين هذه الأحاديث:
- ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قوله: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير).
- كما قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات، وما أكل خبزًا مرققًا حتى توفي).
- وقال النعمان بن بشير -رضي الله عنه-: (لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه).
- رُوي عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه قال: (والله إني لأوّل رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله، ولقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام إلا ورق الحبلة وهذا السمر، حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت نيته طلب الآخرة؛ جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتتة الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته طلب الدنيا؛ جعل الله الفقر بين عينيه، وشتت عليه أمره، ولا يأتيه منها إلا ما كُتب له).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الذهب والفضة، والحرير والدباج، هي لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة).
حب الدنيا في القرآن الكريم
حذر القرآن الكريم من الانغماس في حب الدنيا والشهوات. ومن الآيات التي تدل على ذلك:
- قال تعالى: (كل نفس ذائقة الموت ۖ وإنما توفوا أجوركم يوم القيامة ۖ فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ۖ وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).
- قال تعالى: (وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو ۖ وللدار الآخرة خير للذين يتقون ۗ أفلا تعقلون).
- قال تعالى: (الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجًا ۚ أولئك في ضلال بعيد).
- قال تعالى: (فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا).
- قال تعالى: (إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وزينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلًا أو نهارًا فجعلناها حصيدًا كأن لم تغن بالأمس ۚ كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون).
- قال تعالى: (وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين).
- قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ۚ أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ۚ فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل).
- قال تعالى: (إن الذين لا يرجون لقائنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون).
- قال تعالى: (زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا ۖ والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة ۗ والله يرزق من يشاء بغير حساب).
- قال تعالى: (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنًا ۖ فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ۖ فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ۚ إن الله عليم بما يصنعون).
- قال تعالى: (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقائ يومكم هذا ۚ قالوا شهدنا على أنفسنا ۖ وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين).