أسباب الإصابة بشلل الأطفال
تعود الإصابة بشلل الأطفال (بالإنجليزية: Poliomyelitis) إلى التعرض لفيروس معين يُعرف بالفيروس المعوي (بالإنجليزية: Enterovirus)، والذي ينتمي إلى عائلة الفيروسات البيكورناوية (بالإنجليزية: Picornaviridae). يتواجد هذا الفيروس في ثلاثة أنواع مختلفة. وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة لشلل الأطفال لا تزال غير واضحة، يعتقد الخبراء أن الحالة تحدث بعد عدة سنوات من الإصابة بالفيروس، حيث يظل الفيروس خاملاً لفترة طويلة داخل الجهاز العصبي، ويمكن أن ينشط مرة أخرى نتيجة عدة عوامل، مثل مهاجمة الجهاز المناعي للأعصاب، مما يؤدي إلى حدوث ضرر قد يؤدي إلى الشلل.
طرق انتشار فيروس شلل الأطفال
يمكن للأشخاص المصابين بشلل الأطفال نقل عدوى الفيروس إلى الآخرين قبل ظهور أعراض المرض وحتى بعد مرور أسبوعين على ظهورها. وبالتالي، يمكن أن يُعد المصاب مصدر عدوى حتى لو لم تظهر عليه أي علامات، حيث يتواجد فيروس شلل الأطفال في الحلق والأمعاء. ومن ثم، يمكن أن ينتقل الفيروس للآخرين إما عن طريق الرذاذ الناتج عن سعال أو عطس المصاب، وهي الطريقة الأقل شيوعاً لنقل العدوى. أما الطريقة الأكثر انتشاراً فتتمثل في انتقال الفيروس عبر التلوث بالبراز، حيث يمكن أن يحدث ذلك من خلال ملامسة براز المصاب ثم وضع اليد في الفم، أو عبر ملامسة المواد الملوثة بالبراز. تجدر الإشارة إلى أن الفيروس قد يبقى قابلاً للبقاء في براز الشخص المصاب لعدة أسابيع، وعادة ما تتراوح هذه المدة بين ثلاثة إلى ستة أسابيع، مما يمكن أن يتسبب في تلوث المياه والغذاء في المناطق ذات مستوى النظافة المنخفض.
عوامل خطر الإصابة بشلل الأطفال
يعتبر الأطفال الذين يعيشون أو يسافرون إلى المناطق التي لا يزال فيروس شلل الأطفال منتشراً فيها أكثر عرضة للإصابة بالمرض. تقع معظم هذه المناطق في بعض دول أفريقيا وآسيا، وخاصة في البلدان النامية التي تعاني من ارتفاع معدلات الفقر ونقص توفر اللقاحات مقارنة بالدول المتقدمة. تسعى منظمات الصحة العالمية جاهدة لتوفير اللقاحات المناسبة لجميع الأطفال في جميع أنحاء العالم، كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية. من المهم ذكر أن السفر أو الإقامة في الدول التي يتواجد فيها الفيروس، بالإضافة إلى نشاطه في فصول الخريف والصيف، يزيد من فرص الإصابة بالمرض.
الوقاية من شلل الأطفال
يمكن تقليل خطر الإصابة بشلل الأطفال باتباع الإجراءات التالية:
لقاحات شلل الأطفال
تعتبر اللقاحات الطريقة الوحيدة الفعالة للوقاية من الإصابة بفيروس شلل الأطفال. هناك نوعان من اللقاح: الأول هو اللقاح المعطل (بالإنجليزية: Inactivated Polio Vaccine)، الذي يتم إعطاؤه على شكل حقن على أربع جرعات مختلفة، ويعتبر آمناً في استخدامه حتى للأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي. أما النوع الثاني فهو اللقاح الفموي (بالإنجليزية: Oral Polio Vaccine)، الذي لا يُعطى للأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي أو الذين يتناولون الستيرويدات لفترة طويلة، أو الذين يعانون من السرطان أو الإيدز، أو الذين لديهم حساسية تجاه أدوية مثل بوليميكسين ب (بالإنجليزية: Polymyxin B)، وستربتوميسين (بالإنجليزية: Streptomycin)، ونيومايسين (بالإنجليزية: Neomycin). يُنصح دائماً باستشارة الطبيب المختص قبل تلقي أي من هذه اللقاحات.
للاطلاع على مزيد من المعلومات حول لقاح شلل الأطفال، يرجى قراءة المقال التالي: (تطعيم شلل الأطفال).
النظافة الشخصية
بالرغم من أن اللقاحات تعد الطريقة الأساسية للوقاية من شلل الأطفال، هناك بعض التوصيات التي يجب أخذها بعين الاعتبار لتقليل خطر الإصابة بالفيروس، وتشمل النصائح التالية:
- تجنب تناول الأطعمة والمشروبات التي يُعتقد أنها ملوثة بالفيروس المسبب لشلل الأطفال.
- التحدث مع مقدمي الرعاية الصحية حول اللقاحات وضرورة الحصول عليها، مع الالتزام بأخذ الجرعات الداعمة عند الحاجة.
- ضرورة غسل اليدين بانتظام.
- تجنب ملامسة اليدين للعينين أو الأنف أو الفم إلا بعد تنظيف اليدين جيداً.
- تغطية الفم عند السعال أو العطس بواسطة منديل ورقي.
- تجنب الاتصال المباشر مع المصابين، بما في ذلك التقبيل أو العناق أو استخدام أدواتهم الشخصية.