أصغر دولة في العالم
تُعتبر دولة الفاتيكان أصغر دولة في العالم من حيث المساحة، حيث تقع داخل مدينة روما، عاصمة إيطاليا. تفصل بين دولة الفاتيكان وإيطاليا أسوار خاصة وخطوط مرسومة على الأرض. تمتلك الدول الأوروبية مجتمعة تاريخاً عريقاً مرتبطاً بالديانة المسيحية، حيث أسس مندوبوها إمبراطوريات قوية كان يتم إدارتها من قبل رجال دين مسيحيين. لقد كان هؤلاء الأباطرة يمثلون السلطة العليا الدينية في دولهم، إلا أنه على مر العصور، خرج بعضهم عن التعاليم المسيحية مما أدى إلى فساد في الكنائس. مع تقدم العلم ونمو الفلسفة، بدأت تنتشر انتقادات موجّهة لرجال الدين. في هذا السياق، برز مصلحون دينيون مثل مارتن لوثر وكلفن، مطالبين بإصلاح الكنيسة الكاثوليكية، مما أدى إلى الانشقاق عنها وتأسيس المذهب البروتستانتي. ومن هنا بدأت النزاعات الدينية التي أثرت على العلاقة بين الحكام ورجال الدين المسيحي، مما أدى إلى تراجع سلطة رجال الدين واختصار مهامهم على المسائل الدينية فقط.
روما
تُعتبر مدينة روما المركز الأساسي للكنيسة الكاثوليكية. وبعد استمرار النزاعات بين مختلف الطوائف المسيحية، تم توقيع معاهدة “لاتيران” في عام 1929 والتي اعترفت رسمياً بإنشاء دولة الفاتيكان كجزء من إيطاليا الكاثوليكية. وقد تم بناء عدد من المباني في الهضبة الإيطالية لتلبية احتياجات هذه الدولة. تبلغ مساحة دولة الفاتيكان حوالي (0.44) كيلومتر مربع، ويصل عدد سكانها إلى حوالي 1000 نسمة، حيث تضم أراضيها مباني الموظفين ومقرات سفارات الدول. تعتبر دولة الفاتيكان الدولة الوحيدة في العالم التي لا تحتوي على أطفال، وقد تم تخصيص مقابر للمسيحيين الذين عانوا من الاضطهاد في عهد الإمبراطور الروماني. تدير دولة الفاتيكان شؤونها شخصية دينية تُعرف بالبابا، الذي يتم انتخابه وفق نظام خاص من قبل الكرادلة الكاثوليك من جميع أنحاء العالم. كما يدير شؤون الدولة رئيس وزراء يُنتخب بالتبعية للبابا. وعلى الرغم من حجمها وعدد سكانها المحدودين، إلا أن الفاتيكان تمثل المرجعية لجميع الأديرة والكنائس الكاثوليكية على مستوى العالم، وتحتضن حوالي مليار مسيحي.
أهمية دولة الفاتيكان
لا تملك دولة الفاتيكان جيوشاً كالتي تمتلكها الدول الأخرى، بل تركز على رسالة إنسانية قائمة على السلام والمحبة وتعزيز العلاقات الودية مع جميع دول العالم. تُعتبر دولة الفاتيكان مصدراً هاماً للمرجعية في القضايا الدينية لأتباع الكنيسة الكاثوليكية، وتتمتع باحترام كبير من قبل الدول المسيحية والإسلامية. وتحتوي الفاتيكان على مجموعة قيمة من المقتنيات والمخطوطات المسيحية القديمة، مما جعل منظمة اليونسكو تُصنفها كواحدة من مناطق التراث العالمي القديم.