أبو محمد الهمداني
أبو محمد الهمداني، هو أبو محمد الحسن بن يعقوب بن يوسف بن داود بن سليمان الأرحبي البكيلي الهمداني. يُعتبر واحداً من أبرز الجغرافيين في جزيرة العرب خلال فترة حياته، بالإضافة إلى كونه مؤرخاً وفيلسوفاً ورحالاً وشاعراً ونسابة. لقد درس العديد من العلوم مثل الفلك والكيمياء والحكمة، وله مجموعة من المؤلفات القيمة. في هذا المقال، نستعرض سيرة أبو محمد الهمداني وأهم أعماله.
تعريف بأبي محمد الهمداني
وُلِد أبو محمد الهمداني في اليمن، وتحديداً في صنعاء. وقد اشتهر بعدة ألقاب منها ابن يعقوب، وابن الحائك، والنسابة، وابن الدمينة، فضلاً عن كنيته بأبي محمد الهمداني نسبة إلى قبيلة همدان اليمنية، التي تُعد من أكبر القبائل في اليمن. وافته المنية في قرية ريدة في بلاد عمران.
حياة أبي محمد الهمداني
غادر الهمداني موطنه في صغره متوجهاً إلى مكة المكرمة، حيث جمع العديد من الكتب المتعلقة بالأنساب والشعر، وتفوق معرفة مما نقله عن بطليموس. وتأثر أيضاً بشكل كبير بالكتب المترجمة من الفارسية واليونانية والهندية، مما أثر على آرائه واحترامه لكتابها. على سبيل المثال، عند مناقشة آراء أرسطو حول حرارة باطن الأرض، أشار إلى أن “الحكيم قد أحسن فيما فرع، وإن كان بنى قوله على غير أصل”. كما تفاعَلَ مع عدد من علماء العراق، إذ قيل إنه زار العراق واجتمع بكثير من علمائها، ولكن هذا الأمر موضع جدل.
تباينت الروايات بشأن سجن الهمداني، حيث تم الخلط بين فترتي سجنه القصيرة في صعدة على يد الناصر وفترة سجنه الطويلة في صنعاء من قبل آل يعفر. وقد وقف بعض رجال القبائل ضد سجانيه، مطالبين بالإفراج عنه، مما أدى إلى إطلاق سراحه لاحقاً. بعد ذلك، انتقل إلى ريدة في بلاد قاع البون، حيث قضى بقية حياته.
مؤلفات أبي محمد الهمداني
ألَّف الهمداني عدداً من الكتب، ولا يزال العديد منها مجهولاً. من أبرز مؤلفاته نذكر:
- كتاب الجوهرتين العتيقتين، الذي يتناول موضوع الكيمياء. لم يكن الهمداني مهتماً بالتحويل من النحاس إلى ذهب، كما كان يُعتقد، بل درس المعادن المعروفة في عصره، وخصائصها وطرق تنقيتها واستخداماتها الصناعية والطبية. يتميز هذا الكتاب بمنهجه التجريبي، ويُعتبر الهمداني ربما هو الأول الذي أشار إلى مفهوم الجاذبية في قوله: “من كان تحتها؛ أي تحت الأرض عند الأسفل، فهو في الثابت في قامته كمن فوقها”.
- كتاب صفة جزيرة العرب، الذي يسرد أدلة تدعم نظرية كروية الأرض.
- كتاب الإكليل، الذي يتضمن أخبار العرب والأمم السابقة، وهو من الكتب المفقودة.
- كتاب الإبل، الذي يتناول فيه حديثاً عن الحيوانات.
- كتاب سرائر الحكمة.
- كتاب أخبار الأوفياء.
- كتاب أسماء الشهور والأيام.
- كتاب الأيام.
* كتاب الأنساب، الذي يُعتقد أنه جزء من كتاب الإكليل.