فطريات الثدي
تعيش خلايا الخميرة، والمعروفة علمياً باسم المبيضات (بالإنجليزية: Candida)، بشكل طبيعي في أجسامنا وعلى سطح الجلد. تلعب هذه الخلايا دوراً هاماً في التخلص من الخلايا الميتة التي يمكن أن تتراكم في الجسم وعلى الجلد، مما يساهم في تنظيم عمل جهاز المناعة والجهاز الهضمي والجهاز التناسلي. علاوة على ذلك، توجد أيضاً أنواع من البكتيريا النافعة ضمن مستويات معينة داخل الجسم، والتي تُعرف بالنبيت الجرثومي للجلد (بالإنجليزية: Normal skin flora). تكمن المشكلة عندما يحدث اختلال في التوازن بين أعداد البكتيريا نتيجة لنمو خلايا الخميرة بشكل مفرط، مما يؤدي إلى ظهور عدوى فطرية تُعرف بداء المبيضات (بالإنجليزية: Candidiasis). قد تؤثر هذه العدوى على مناطق مختلفة من الجسم، ومن أكثر المناطق تأثراً هي الفم ومنطقة المهبل والفرج وطيات الجلد المحيطة بالثديين والحلمتين. يُعرف الطفح الجلدي الناتج عن العدوى الفطرية أو البكتيرية في طيات الجلد بالمَذَح (بالإنجليزية: Intertrigo).
من المهم أن نذكر أن فطريات الثدي تصيب عادةً النساء أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، حيث تتسبب غالبًا في شعور مؤلم شديد في الثديين والحلمات. على الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة عن مدى انتشار فطريات الثدي بين النساء المرضعات، تشير الدراسات إلى أن ألم الثدي يُعتبر من المشاكل الشائعة التي تواجهها الأمهات بعد بدء الرضاعة الطبيعية، حيث تعاني حوالي 80٪ من الأمهات من هذه المشكلة خلال الأسبوع الأول بعد الولادة. ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أن ألم الثدي لا يُعزى بالضرورة فقط إلى فطريات الثدي، رغم كونها واحدة من أبرز الأسباب.
أعراض فطريات الثدي
يمكن أن تظهر أعراض فطريات الثدي لدى كل من الأم وطفلها، خاصة بعد بدء الرضاعة الطبيعية. تتمثل هذه الأعراض في:
- ألم الثدي والحلمة: قد تسبب فطريات الثدي شعورًا شديدًا بالألم في الحلمة يشبه الإحساس بالحرقة، أو الحكة، أو وخز الإبر في الثدي. وقد يمتد هذا الألم إلى أعماق الثدي.
- الالتهاب والتورم: يمكن أن تؤدي فطريات الثدي إلى انتفاخ واحمرار كبيرين في الحلمتين والهللة.
- تهيج الحلمات: من الممكن أن تؤدي فطريات الثدي إلى تقشير الحلمتين وظهور بثور صغيرة أو بقع بيضاء على الجلد المحيط بهما.
- طفح حفاضات الأطفال: يمكن أن تسبب الفطريات ظهور احمرار تحت حفاض الطفل.
- تهيج فم الطفل: يمكن أن تؤدي فطريات الثدي إلى ظهور بقع بيضاء في فم الطفل أو طبقة بيضاء على لسانه.
أسباب فطريات الثدي وعوامل الخطر
تحدث فطريات الثدي غالبًا بسبب تلف جلد الحلمة خلال الرضاعة الطبيعية، وغالبًا ما ينتج ذلك عن عدم تمسك الطفل بالحلمة بشكل صحيح أو عن وضعية الرضاعة غير المناسبة. عندما يتعرض الجلد للتلف، تتكاثر الفطريات بسرعة في هذه البيئة الرطبة والدافئة دون أن تؤثر على الجلد السليم. للدخول إلى الجلد، تحتاج الفطريات إلى بيئة مناسبة، تتوفر في حالة الحلمة المتشققة المبللة بالحليب، مما يؤدي إلى زيادة الرطوبة. بمجرد دخول الفطريات إلى الجلد، فإنها تطلق إنزيمات وبروتينات تؤدي إلى تدمير الأنسجة المحيطة بها وإحداث التهاب، مما يسبب الألم والاحمرار في الثدي والحلمة. تزداد احتمالية الإصابة بفطريات الثدي في الحالات التالية:
- تشقق الحلمة بعد بدء الرضاعة الطبيعية.
- استخدام المضادات الحيوية خلال فترة الحمل أو بعد الولادة مباشرة.
- التناول المتكرر للمضادات الحيوية لفترات طويلة.
- الإصابة السابقة بعدوى فطرية مهبلية.
- استخدام حشوات الثدي التي قد تساهم في زيادة الرطوبة حول الحلمة.
- الإرهاق الجسدي للمرأة المُرضعة.
- سوء التغذية.
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) ومرض السكري وفقر الدم.
نصائح للتخلص من فطريات الثدي
يمكن أن تُساعد النصائح التالية في القضاء على فطريات الثدي:
- غسل اليدين جيداً قبل وبعد لمس الثديين، وبعد استخدام الحمام، وبعد تغيير حفاضات الطفل، لتقليل خطر انتشار العدوى.
- الحفاظ على نظافة الثديين والحلمتين وجفافهما؛ يُنصح بشطف الحلمتين بالماء أو بمحلول مكون من ملعقة خل مذابة في أربع ملاعق ماء بعد الرضاعة، مع ضرورة ترك الحلمتين مكشوفتين لتجف.
- تنظيف جميع الأدوات التي تتلامس مع الثديين وفم الطفل، مثل اللهايات والرضاعات، باستخدام الماء الساخن والصابون، أو بغليها في الماء.
- تغيير حشوات الثدي بانتظام، خصوصًا عندما تصبح مبللة بالحليب.
- تناول مكملات البروبيوتيك التي تساعد في استعادة توازن الكائنات الدقيقة في الجسم.
- تجنب الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر أثناء علاج فطريات الثدي لتعجيل الشفاء.
العلاج الدوائي لفطريات الثدي
يمكن علاج فطريات الثدي عن طريق استخدام كريم مضاد للفطريات على الحلمة بعد كل مرة إرضاع طبيعية. من أمثلة هذه الأدوية: الميكونازول (بالإنجليزية: Miconazole)، والنيستاتين (بالإنجليزية: Nystatin)، وكريم بيفونازول (بالإنجليزية: Bifonazole)، حيث يجب مسحه عن الثدي قبل بدء الرضاعة التالية. يستمر العلاج بالكريمات الموضعية عادةً لمدة 14 يوماً. في بعض الحالات، قد يُستخدم مضادات فطريات تؤخذ عن طريق الفم مثل كبسولات النيستاتين أو الفلوكونازول (بالإنجليزية: Fluconazole). يمكن أن يوصي الطبيب أيضاً بمسكنات الألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين للتخفيف من الألم الشديد الناتج عن فطريات الثدي.
فيديو الأمراض التي تصيب الثدي
شاهد الفيديو للحصول على مزيد من المعلومات حول الأمراض التي قد تصيب الثدي: