أكبر بركان على وجه الأرض

بركان مونا لوا: أكبر بركان نشط في العالم

بركان مونا لوا: أكبر بركان نشط في العالم
بركان مونا لوا: أكبر بركان نشط في العالم

يعد بركان مونا لوا (بالإنجليزية: Mauna Loa) الذي يقع في جزيرة هاواي، من أبرز المعالم الجيولوجية حيث يُعتبر أكبر بركان نشط في العالم. يبلغ ارتفاع الجزء الظاهر منه فوق مستوى سطح البحر حوالي 4 كم، بينما يصل ارتفاع الجزء الغائص تحت الماء إلى 5 كم. يمتد البركان تحت قاع البحر ليصل إلى حوالي 8 كم، مما يجعله جبلًا معكوسًا. وعليه، فإن الطول الكلي للبركان من القاعدة إلى القمة يقارب 17 كم. يُغطي بركان مونا لوا حوالي نصف مساحة جزيرة هاواي، وقد بدأ تكوينه قبل مليون سنة، ومر بعدة ثورات، كان آخرها في عام 1984، حيث تدفقت الحمم البركانية مسافة تصل إلى 6.5 كم عن مدينة هيلو (بالإنجليزية: Hilo).

لمحة عن تاريخ نشاط بركان مونا لوا

لمحة عن تاريخ نشاط بركان مونا لوا
لمحة عن تاريخ نشاط بركان مونا لوا

على مدار الثلاثة آلاف سنة الماضية، شهد بركان مونا لوا عددًا من الثورات المتكررة، بمعدل ثوران واحد كل 6 سنوات. منذ عام 1843، حدث 33 ثورانًا، أي بمعدل ثوران واحد تقريبًا كل خمس سنوات. ويمكن ملاحظة أن جميع الثورات بدأت من القمة، مع استمرار نصفها في تلك المنطقة. أما الـ 17 ثورانًا الأخرى فقد انطلقت من القمة واستمرت عبر فتحات التهوية ومناطق أخرى متصدعة، مما أدى إلى تغطية مساحات واسعة من سفح البركان. شهدت الحمم البركانية المنصُبّة من الشق الواقع شمال شرق مونا لوا في أعوام 1855 و1880 تغطية أراضٍ شاسعة، ولكنها لم تصل إلى المحيط.

منذ عام 1900، سجل بركان مونا لوا 15 انفجارًا، تتفاوت فيها مدة النشاط البركاني بين بضع ساعات حتى 145 يوماً. كما عَرفت الفترة التالية انقطاعين آخرين، حيث انفجر البركان في عام 1975 لمدة يوم واحد، وتلاه انفجار في عام 1984 استمر لمدة 3 أسابيع. تظهر الخرائط الجيولوجية لمونا لوا أن تدفقات الحمم الجديدة قد غطت ما نسبته 14% من سطح البركان خلال الـ 150 سنة الماضية، بمساحة تقدر بـ 714 كيلومترًا مربعًا.

تحليل تركيب بركان مونا لوا

تحليل تركيب بركان مونا لوا
تحليل تركيب بركان مونا لوا

يتخذ بركان مونا لوا شكل جبل ممتد وعريض يشبه الدرع، حيث يمتد بطول 97 كم وعرض 48 كم، ويقع على عمق 9 كم تحت سطح المحيط، مما يجعله طويلاً قليلاً من قمة جبل إيفرست. يتكون البركان من فوهة رئيسية تُعرف باسم (Moku‘āweoweo)، بالإضافة إلى عدة تشققات موزعة على ثلاثة نطاقات: الشمال الشرقي، الشمال الغربي، والجنوب الغربي.

تشتهر ثورات بركان مونا لوا تاريخياً بالتدفقات الكبيرة التي يمكن أن تصل إلى مسافات بعيدة؛ حيث يعتقد العلماء أن التدفقات على مدار 4000 سنة الماضية ساهمت في تغطية 90% من سطح البركان، وخاصة من منطقتي الشمال الشرقي والجنوب الغربي اللتين تعتبران الأكثر نشاطًا على مر الزمن. بالمقابل، فإن الشق الغربي يفتقر إلى النشاط، رغم احتوائه على 30 فوهة على الأقل.

يعتقد الكثيرون أن جميع البراكين لها قمم مخروطية وعادة ما تنفجر، مما يؤدي إلى تطاير الحمم البركانية في الجو. ولكن براكين هاواي، بما في ذلك بركان مونا لوا، تُعتبر من براكين الدرع، التي تتشكل تدريجياً من خلال تدفقات الحمم البطيئة من الشقوق. نتيجة لذلك، تمتد هذه البراكين على مساحات واسعة وتتسم بالميلان البسيط على جانبيها، وتكون ثوراتها أقل حدة. يُعتقد أن بركان مونا لوا تشكل قبل حوالي مليون سنة نتيجة لتدفق الحمم الساخنة عبر صدع في قشرة المحيط، التي تسببت في تكوين نتوءات في قاع المحيط. ومع مرور الزمن، ارتفعت هذه النتوءات لتشكل جزيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *