ما هو الطلاق الرجعي؟
الطلاق الرجعي هو الحالة التي يتم فيها طلاق الزوج لزوجته بطلقة واحدة أو اثنتين بعد الدخول بها، بشرط أن يكون ذلك في فترة طهر لم يحدث فيها جماع. في حالة وقوع الطلاق أثناء فترة الطهر أو في حالة الحمل، يصبح الطلاق رجعياً، مما يسمح للزوج بإعادة زوجته خلال فترة عدتها. أما في حال تقسيم الطلقات إلى ثلاث، أو إذا انتهت عدة المرأة دون أن يقوم الزوج بإعادتها، فإن هذا الطلاق يصبح بائناً، ويمنع الزوج من إرجاع زوجته إلا من خلال عقد جديد ومهر جديد بحضور ولي وشاهدين، حيث تكتسب المرأة حق التصرف في أمورها بعد حدوث البينونة.
مدة العدة للمطلقة رجعياً
تحدد مدة العدة للمطلقة رجعياً بناءً على وضع المرأة. فإذا كانت المرأة من ذوي الحيض، فإن عدتها تكون ثلاثة قروء، حيث يمكن أن يعني القرء الطهر أو الحيض، لكن الأرجح هو أن يُستخدم للإشارة إلى الحيض وفقاً لما أشار إليه العلّامة ابن القيم. وبالتالي، فإن عدة المطلقة تكون ثلاث حيضات، حيث تمر بدورة حيض ثم طهر، ثم تكرر ذلك. بالنسبة للنساء اللاتي لا يحيضن بسبب بلوغهن سن اليأس أو صغر سنهن، فإن عدتهن تكون ثلاثة أشهر. أما المرأة الحامل، فإن عدتها تنتهي بمجرد وضع حملها.
ما يحق للزوج خلال فترة العدة
يسمح للزوج خلال فترة العدة الناتجة عن الطلاق الرجعي أن يراعي خصوصية زوجته، وأن يتواصل معها دون تقييد، كما يمكن لهما الجلوس معاً ومشاركة الأحاديث. وإذا حدث بينهما جماع، يُعتبر ذلك مفسداً للطلاق. ويحق للزوج أيضاً أن يسافر مع زوجته المطلقة رجعياً. أما حالة استمتاع الزوج بزوجته فقد شهدت اجتهادات مختلفة بين العلماء؛ حيث يرى الشافعية والمالكية أنه لا يجوز، بينما يتجه الرأي السائد لدى الحنابلة والشافعية إلى جواز ذلك استناداً للآية الكريمة: (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا).