الحب
الحب هو شعور رائع يتبادل بين شخصين، ويستند إلى الالتزام والوفاء والتضحية، فحتى وإن تباعدت المسافات، يبقى الحب قائماً ومتجذراً. لقد أثرت العديد من القصائد الشعرية في وصف الحب وتفاصيله، وسنقدم لكم في هذا المقال مجموعة من أجمل الأشعار عن الحب.
شعر نزار قباني عن الحب
شكراً لحبك،
فهو بمثابة معجزتي الأخيرة،
في زمن قد ولى فيه سحر المعجزات.
شكراً لك على حبك،
علمتني القراءة والكتابة،
ومنحتني أروع المفردات،
لقد استطعت أن تمحي كل النساء بلحظة،
وفعلت ما لم يتوقع أحد.
شكراً من أعماق قلبي،
يا من جئت من كتب العبادة والصلاة.
شكراً لخصرك، الذي يتماشى مع أحلامي وتصوراتي،
ولوجهك، الذي يشبه العصفور المختبئ بين دفاتري ومذكراتي.
شكراً لك لأنك تزيني قصائدي،
فأنت تسكنين في كل حروفي.
شكراً لوجودك في حياتي،
لأن حبك منحني البشارة قبل كل المخلصين،
وانت تختاريني ملكاً وتوجيني.
شكراً لحبك،
لأنه أكرمني وعلمني من علوم الأوائل،
وأفرد لي سعادتك في جنة لا يشبهها شيء.
شكراً للأيام التي قضيناها تحت ظلال الغيوم،
ولكل ساعات الحيرة واليقين.
شكراً لعينيك اللتين سافرتا وحدهما،
إلى جزر البنفسج والحنين.
شكراً على كل السنين التي مضت،
فلقد كانت أجمل السنين.
شكراً لحبك،
فهو من أغلى الأصدقاء،
وهو الذي يشارك قلبي بكائه عند هطول الأمطار.
شكراً لحبك، فهو حلم،
ورمز للجمال والشوق الذي يدفعني للاندفاع.
شكراً لكل لحظة قضيتها بالقرب منك،
ولكل معركة شغف خضناها معاً،
حتى لو كانت تجمع بين الحزن والفرح.
شعر قيس بن الملوح عن الحب
تذكرت ليلى والسنوات الماضية،
وأيام خلت دون أن نخشى فيها اللهو.
ويوم كظلال الرمح قصرت ظله،
بل ليلى كانت تهديني وتلهيني.
في ثمدين لاح لهيب ليلى وصحبتي،
بين الغضى تطلعت النواجى.
فقال الرّجل البصير، ألمحت كوكباً،
ظهر في ظلام الليل فرداً رائعا.
فقلت له بل نار ليلى كانت مشتعلة،
فقد أضاء نورها، بدا لي.
فليت ركب القوم لم تقطع الغضى،
وليته ماشي ليالي العشق.
فيا ليل كم من حاجة لي مهمة،
إذا زرتكم ليلاً لم أعلم بها.
خليلَي إن لم تبكيا ألتمس،
خليلاً إذا فرغت دمعي بكى لي.
فما أُشرِفُ الأيفاع إلا صبابة،
ولا أنشد الأشعار إلا تداوياً.
وقد يجمع الله الشتين بعد ما،
يظنان كل الظن أن لا تلاقيا.
لعن الله أقواماً يقولون أننا،
وجدنا طوال الدهر للحب شافياً.
وعهدي بليلى وهي ذات مؤصّد،
ترد علينا بالعشيّ المآشيا.
فشبت بنو ليلى وشبت بنو ابنها،
وأعلاق ليلى في قلبي كما هي.
إذا ما جلسنا مجلساً نستلذه،
تواصلوا بنا حتى يمّل المكان.
سقى الله جاراتٍ لليلى تباعدت،
بهنّ النوا حيث احتللنا المطاليا.
ولم ينسني ليلى افتقارٌ ولا غنى،
ولا توبة حتى احتضنت السواريا.
ولا نساءٌ صبغن كبداءَ جلعداً،
لتشبه ليلى ثم عرضنها لي.
خليلَي لا والله لا أملك الذي قضى،
الله في ليلى ولا ما قضى لي.
قضاها لغيري وابتلاني بحبها،
فهلّا بشيءٍ غير ليلى ابتلاني.
وأخبرتُ تماني أن تيماءً منزل لليلى،
إذا ما الصيف ألقى المراسيا.
فهذه شهور الصيف عنا قد انقضت،
فما للنوى ترمي بليلى المراميا.
فلو أن واشٍ باليمامة دارُهُ ودارِي،
بأعلى حضرموت اهتدى لي.
وماذا لهم لا أحسن الله حالهم،
من الحظ في تصريم ليلى حباليا.
وقد كنت أعلو حب ليلى فلم يزل،
بي النقض والإبرام حتى علمانيا.
فيا ربّ سوّي الحب بيني وبينها،
يكون كفافاً لا عليّ ولا لي.
فما طلع النجم الذي يهتدى به،
ولا الصبح إلا هيج ذكرها لي.
ولا سرت ميلاً من دمشق ولا بدا،
سهيلٌ لأهل الشام إلا بدا لي.
ولا سُمّيت عندي لها من سميّة،
من الناس إلا بلّ دمعي رداييا.
ولا هبّت الريح الجنوب لأرضها،
من الليل إلا بتُّ للريح حانيًا.
فإن تمنعوا ليلى وتحمو بلادها،
عليّ فلن تحموا عليّ القوافي.
فأشهد عند الله أني أحبها،
فهذا لها عندي فما عندها لي.
قضى الله بالمعروف منها لغيرنا،
وبالشوق مني والغرام قضى لي.
وإن الذي أملت يا أم مالكٍ،
أشاب فؤادي واستهام فؤاديا.
أعد الليالي ليلة بعد ليلة،
وقد عشت دهراً لا أعد اللياليا.
وأخرج من بين البيوت لعلي،
أحدث عنك النفس بالليل خالياً.
أراني إذا صليت يممت نحوها،
بوجهي وإن كان المصلى ورائياً.
وما بي إشراك ولكن حبها،
وعظم الجوى أعيا الطبيب المداويا.
أحب من الأسماء ما وافق اسمها،
أو أشبهه أو كان منه مدانياً.
خليلَي ليلى أكبر الحاجات والمنا،
فمن لي بليلى أو فمن ذا لها بيا.
لعمري لقد أبكيتني يا حمامة العقيق،
وأبكيت العيون البواكيا.
خليلَي ما أرجو من العيش بعدما،
أرى حاجتي تُشرى ولا تُشتري لي.
وتُجرم ليلى ثم تزعُم أنني،
سلوت ولا يخفى على الناس ما بي.
فلَم أَرَ مثلينا خليلَي صبابة،
أشدّ على رغم الأعداء تصافياً.
خليلانِ لا نرجو اللقاء ولا نرى،
خليلين إلا يرجوان تلاقياً.
وإني لأستحييك أن تعرِضِ المُنى،
الوصلِكِ أو أن تعرِضي في المُنى لي.
يقول أناسٌ عل مجنون عامرٍ،
يروم سلوّاً قلتُ أنى لما بي.
شعر المتنبي عن الحب
وما كنتُ ممن يدخل العشقُ قلبَه
ولكن من يُبصر جفونكَ يعشقُ
أغرك مني أن حبَّك قاتلي
وإنك مهما تأمُري القلبَ يفعلُ
يهوىك ما عشتُ القلبَ فإن أمت
يتبع صداي صداكَ في القبر
أنتَ النعيمُ لقلبي والعذابُ له
فما أمرّكَ في قلبي وأحلاكَ
وما عجبِي موتُ المحبينَ في الهوى
ولكن بقاءُ العاشقينَ عجيبُ
لقد دبّ الهوى لكَ في فؤادي
دبيبَ دمِ الحياةِ إلى عروقي.
هذه النسخة تم إعدادها بلغة عربية رسمية واحترافية مع الحفاظ على المعنى الأصلي للنص.