الأعاصير
تحدث الأعاصير بشكل متكرر سنويًا في مناطق متعددة حول العالم، وخاصةً في المناطق المدارية. تتفاوت شدة هذه الأعاصير؛ حيث تكون بعضها ضعيفة وتكاد لا تترك أثرًا ملحوظًا، بينما يمكن أن تكون الأخرى ذات طاقة تدميرية تفوق تلك الناتجة عن انفجار قنبلة ذرية. في هذا المقال، سنتناول تعريف الإعصار، والشروط الضرورية لظهوره، وكيفية نشوئه وتطوره، بالإضافة إلى أنواع الأعاصير بناءً على قوتها، وسنستعرض أيضًا بعضًا من أشهر الأعاصير في التاريخ.
تعريف الإعصار
الإعصار هو اضطراب جوي ينتج عنه حركة حلزونية للرياح، حيث تتحرك بسرعات مختلفة وباتجاه معين، إما مع عقارب الساعة أو عكس عقارب الساعة. يتشكل الإعصار عادة فوق المسطحات المائية الساخنة، ثم ينتقل إلى اليابسة، مصحوبًا بأمطار غزيرة وعواصف رعدية شديدة، مما يؤدي إلى عدم استقرار في الطقس.
الشروط الأساسية لظهور الأعاصير
- وجود مسطحات مائية واسعة مثل المحيطات، إذ تعد ضرورية لظهور الإعصار.
- أن تكون هناك فروقات واضحة وكبيرة في درجات الحرارة والضغط الجوي بين الهواء فوق المسطحات المائية واليابسة، أي أن يتواجد اختلاف كبير بين حرارة المحيط والمناطق الساحلية.
- ضرورة تشبع الهواء الموجود فوق المسطحات المائية ببخار الماء بشكل كبير.
تتطلب هذه الشروط أن تكون المناطق المعرضة للأعاصير غالباً هي المناطق الاستوائية، مثل السواحل الشرقية الجنوبية للولايات المتحدة والسواحل الجنوبية للصين. ذلك لوجود ارتفاع في درجات الحرارة والاختلاف في الضغط الجوي بين هذه المناطق والمناطق المجاورة، مما يؤدي إلى ظهور عدد كبير من الأعاصير سنويًا.
كيفية نشوء الإعصار وتطوره
يتشكل الإعصار ويتطور وفقًا لقواعد عامة وشروط محددة. وفيما يلي الخطوات الرئيسية التي تتبعها جميع الأعاصير عند نشوئها:
- تسخين سطح مياه المحيط في المناطق الاستوائية، مما يؤدي إلى إنتاج كميات هائلة من بخار الماء بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وكثافة بخار الماء المنخفضة التي تجعله يرتفع إلى طبقات الجو العليا.
- يتسبب تشبع الهواء في الطبقات العليا ببخار الماء في برودته وتكاثفه محدثًا أمطارًا غزيرة، مما يؤدي إلى فقدان الطاقة الكامنة في بخار الماء ونشوء منخفض جوي نتيجة انخفاض الضغط، وهو ما يدفع كتل هوائية ضخمة من المناطق المرتفعة الجويّة إلى منطقة المنخفض.
- تسبب اختلاف الضغط الجوي بين المناطق العالية والمنخفضة، إلى جانب دوران الأرض، في انحراف الهواء وتحركه في شكل حلقات حلزونية، حيث يتحرك مع عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي وعكس عقارب الساعة في نصف الكرة الجنوبي نتيجة تأثير قوة كوريوليس.
- تقوم تيارات الهواء المدارية في المناطق الساحلية بتحريك الإعصار نحو اليابسة، حيث يجلب العواصف الرعدية والأمطار الغزيرة، بالإضافة إلى هطول البرد بحجم كبير. وتكون الرياح قوية ومتفاوتة السرعات حسب فئة الإعصار.
- تختلف مدة استمرار الأعاصير، فقد تمتد لأسابيع أو ساعات أو أيام، وذلك يعتمد على قوة الإعصار.
أنواع الأعاصير بناءً على القوة
تصنف الأعاصير إلى فئات متنوعة بناءً على قوتها التدميرية وسرعة الرياح. وفيما يلي الأنواع المختلفة:
فئة الإعصار | سرعة الرياح | الآثار والأضرار الناجمة |
---|---|---|
الفئة الخفيفة (فئة 1) | بين 118 كم/ساعة و133 كم/ساعة | أضرار طفيفة. |
الفئة المتوسطة (فئة 2) | حوالي 152 كم/ساعة | إتلاف الأشجار، انقلاب السيارات، تدمير المحاصيل الزراعية. |
الفئة القوية (فئة 3) | بين 180 كم/ساعة و210 كم/ساعة | تدمير واجهات المنازل وتدمير المنشآت الخشبية. |
الفئة القوية جدًا (فئة 4) | تصل إلى 250 كم/ساعة | تدمير البنية التحتية وعزل المناطق بسبب انقطاع الكهرباء. |
الفئة العنيفة والمدمرة (فئة 5) | تصل إلى 330 كم/ساعة | دمار شامل واقتلاع المنازل وخطوط الأشجار. |
الفئة فائقة القوة (فئة 6) | توقع سرعة تبلغ 500 كم/ساعة | تدمير كامل داخل المناطق المتأثرة. |
أشهر الأعاصير عبر التاريخ
- إعصار نانسي عام 1961، بلغت سرعة الرياح فيه 342 كم/ساعة وضرب مناطق شمال غرب المحيط الهادئ.
- إعصار بنغلادش الذي يُعتبر من أكثر الأعاصير دموية، حيث أودى بحياة 300 ألف شخص عام 1970.
- إعصار جون الذي استمر لمدة 31 يومًا وضرب عدة مناطق في أستراليا عام 1994.
- أعاصير إيرين وكاترينا وساندي التي أثرت بشكل كبير على الولايات المتحدة عام 2011، ولا يزال لبعض المناطق آثار تدميرية.
- إعصار باتريسيا، الذي صنف كأحد أقوى الأعاصير التي ضربت السواحل المكسيكية، مع سرعة رياح بلغت 325 كم/ساعة، مما تطلب إجلاء أكثر من 50 ألف شخص.