نواقض الإيمان
تُعرف نواقض الإيمان بأنها المعتقدات أو الأفعال أو الأقوال التي تؤدي إلى زوال الإيمان، وسُميت بهذه التسمية لأنها تُنقض الإيمان. في اللغة، يُشير مفهوم النقض إلى الإبطال، وهو العكس من الإبرام. يُعتبر الإيمان مجموعة كلية تتضمن عدة أركان لا يمكن تجزئتها، ويتوجب الإيمان بجميع تلك الأركان كما أمرنا الله -عز وجل-.
النواقض الاعتقادية
تشمل النواقض الاعتقادية الشرك بالله تعالى، مثال على ذلك الاعتقاد بوجود كائن يستحق الدعاء أو الذبح بجانب الله، أو الاعتقاد بأن هناك من يعلم غيب السماوات والأرض غير الله، مثل الكهنة. كما تشمل أيضًا التكذيب بأي من الفرائض المذكورة في القرآن الكريم أو التي أكدها رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في سنته. وكذلك استحلال ما هو محرم في الدين أو الشك في حكم من أحكام الله -عز وجل-، كما هو الحال مع من يشك في صدق النبي -صلى الله عليه وسلم- أو في حكم شرعي ثابت مثل حرمة الزنا والربا وأكل مال اليتيم.
تشمل أيضًا من يعتقد أنه غير ملزم باتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- أو ممن يعرض عن دين الله ولا يرغب في تعلمه أو العمل به. فالإعراض الكامل عن الدين يعد ناقضاً للإيمان، وكذلك النفاق الاعتقادي الذي يتمثل في إظهار الإيمان أمام الناس مع التكذيب به في الباطن.
النواقض القولية
تشمل النواقض القولية مثل سب الذات الإلهية – والعياذ بالله – أو رسله أو كتبه أو دينه، وكذلك الاستهزاء بالله أو بدينه أو برسله أو كتبه. كما يندرج تحتها إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة، كإنكار كتب الله وملائكته أو البعث والنشور. وكذلك يُعتبر ادعاء النبوة أو تلك الأفعال المرتبطة بعلم الغيب مثل التنجيم والعرافة من النواقض القولية.
النواقض الفعلية
تتضمن النواقض الفعلية الشرك العملي في عبادة الله -عز وجل-، مثال ذلك تقديم العبادة لغير الله، مثل الصلاة والركوع والسجود والنذور والذبح والصيام وغيرها. كما تشمل أيضًا القيام بأعمال السحر والقراءات التي يمارسها السحرة لاستحضار الشياطين بهدف إلحاق الضرر بالآخرين، والمشاركة في ذلك يُعتبر شركًا لأنه يتضمن الاستعانة بالشياطين.
تشمل النواقض أيضًا الاستهانة بكتاب الله، كالتحقير من كرامته من خلال تلويثه أو دوسه بالأقدام أو أي فعل من شأنه الإساءة إليه بغرض. كذلك تُعتبر معاونة المشركين ضد المسلمين والمجاهدين من نواقض الإيمان.