الشعر الشعبي
يمكن وصف الشعر الشعبي بأنه تعبير أدبي منظم يعكس الإبداعات والكلمات العامية المستخدمة في مجتمع معين، وغالبًا ما يحتوي على حروف لا تتبع النظام الأبجدي التقليدي.
يتصل الشعر الشعبي ارتباطًا وثيقًا بالبيئة المحيطة بالشاعر، حيث يستخدم غالبًا الرموز والأساطير، ويعكس الواقع الذي يعيش فيه. وتُكتب هذه القصائد باللهجة المحلية، مما يتيح طرح قضايا ترتبط بالمجتمع والدين والعشائر.
أنواع الشعر الشعبي
تنقسم أنواع الشعر الشعبي إلى عدة أشكال، منها:
الزجل
الزجل هو نوع من الفنون الشعبية التي تنتمي إلى الشعر الشعبي، حيث نشأ في البداية في الأندلس، وتقول بعض الروايات إنه بدأ في سوريا، ثم انتشر في الغالب عبر الدول العربية. يتخذ الزجل شكل حكايات قصيرة مصحوبة بآلات موسيقية، حيث يتنافس الشعراء بعضهم مع البعض عن طريق الشعر أو الأغاني الزجلية. يشمل هذا النوع قصائد المطلوع والهولية.
الشعر النبطي
يُعتبر الشعر النبطي واحدًا من أبرز أنواع الشعر الشعبي، حيث يُلقى باللهجة البدوية أو الخليجية، وينتشر في دول الخليج وبعض البلدان العربية مثل سوريا وفلسطين والأردن.
يمكن أن يتبع الشعر النبطي قواعد القافية الشعرية العربية، أو قد يختار القافية في نهاية كل بيت، كما مثال قول الشاعر خالد الفيصل:
غرّدي بالحب يا لحظة هواي
والعبي تطريب يا نجمة سماي
واحضني خفقات قلبي لو يطير
الموال
الموال هو نوع من الشعر الشعبي المشهور في مصر، ويعتبر من أكثر الأنواع حيوية ومتعة، وهو فن قديم جدًا ذُكر في كتابات السيوطي، حيث يعود إلى زمن هارون الرشيد. وقد أُجبرت الجواري على إنشاد موال في رثاء وزيره جعفر البرمكي، وكان أحدها تقول:
يا دار أين ملوك الأرض، أين الفرس
أين الذين حموها بالقنا والترس
العتابا
تُعتبر العتابا نوعًا من فنون الزجل، وتتميز بأنها منظومة بشكل رباعي، حيث يغلب عليها الحزن والشكوى، كما تعبر عن مشاعر العتاب على الزمن، مثلما في هذا المثال:
سقا الله يا ضنا عيني متى ألفيت
يا لولا فراقكم روحي ما تلفيت
ما كلل الفرح عيني متى الفيت
ما طول علومكم عني غياب
الشعر الشروقي
سمي هذا النوع بالشعر الشروقي نسبة إلى نشأته في الجهة الشرقية من الجزيرة العربية. يُعتبر الفن الشروقي شعريًا وغنائيًا وله انتشار واسع. يحتوي على أوزان متعددة وأنواع مختلفة، ويتم بناءه على قافيتين خارجية وداخلية، ويتضمن أطوالاً متنوعة، من بينها ما يتكون من أربعة أسطر أو خمسة.
شعر الحداء
يُعرَف الحداء بأنه أحد أنواع الشعر الشعبي، ويمتاز بجاذبيته وعذوبة ألفاظه وحماسه. يُغنى الحداء عادة بطريقة مدّ الصوت، ومن ميزاته أنه مختصر في عدد الأبيات، حيث تتألف الأُحدية من أربعة أبيات أو أقل، وعادة ما تركز على موضوعات الفخر والحماس والتحدي.
شعر السحجة أو الحاشية
السحجة تمثل نوعًا شعريًا شعبيًا بدويًا قصصيًا، ويتميز بالسرعة والخفة. يتكون من مقاطع متعددة، حيث يتضمن كل مقطع بيتين يتكون كل بيت من شطرين. تتشارك الأشطر الثلاثة الأولى في قافية واحدة، بينما يتميز الشطر الرابع بقافية مختلفة، ويُؤدى بواسطة سحج الكف بالكف.