مواضيع سورة الحجرات
تناولت سورة الحجرات مجموعة متنوعة من الموضوعات والمحاور الهامة، ومن أبرزها:
- التوجيه بضرورة الأدب في التعامل مع الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، مع التأكيد على ضرورة خفض الصوت والتحدث بلطف أثناء مخاطبة رسول الله.
- ضرورة التحقق والتثبّت قبل نقل الأخبار بين الناس، والامتناع عن تصديق الشائعات التي يروجها الفاسقون.
- مراحل التعامل مع الفتن، والسعي لإصلاح ذات البين بين المتخاصمين وفقاً لما ورد في كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
- تأكيد حقوق المسلمين وواجباتهم تجاه بعضهم البعض، والحث على حفظ حقوق الأخوة في الإسلام بما يضمن صيانة الأعراض وحقوق الأفراد.
- التأكيد على أن البشرية جمعاء هي في الحقيقة إخوان، بغض النظر عن الاختلافات.
- توضيح مفهوم الإسلام والإيمان وما يستلزم ذلك من واجب طاعة الله ورسوله والامتثال لأوامره وتجنب نواهيه.
- إبراز علم الله الشامل بكل خلقه في الكون، مما يزرع في النفس شعور مراقبة الله في السر والعلن وكل الأفعال.
- احترام كبار السن وصون حقوقهم.
- التحلي بالتأني والتفكر قبل إتيان الأفعال، والحرص على تجنب السرعة والمجازفة.
- تجنب السخرية من الآخرين، والتجسس عليهم، أو ذكر عيوبهم في غيبتهم، بالإضافة إلى التخلي عن الفخر بالنسب.
نبذة عن سورة الحجرات
نزلت سورة الحجرات في السنة التاسعة من الهجرة، وتعتبر من السور المدنية وفقاً لما أجمعت عليه الأقوال، حيث نزلت بعد سورة المجادلة وقبل سورة التحريم. وتحتل سورة الحجرات المرتبة الثامنة بعد المئة في ترتيب نزول سور القرآن الكريم، وحُدد اسمها بسورة الحجرات دون غيره، وذلك وفقاً لما دون في المصاحف وكتب السنة النبوية، ويعود سبب تسميتها إلى تكرر ذكر كلمة “الحجرات” فيها.
وتمتاز هذه السورة بنزولها في بني تميم الذين كانوا ينادون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خلف حجراته، وتضم السورة الكريمة ثمانية عشر آية.
الدروس المستفادة من السورة
تتميز سورة الحجرات بتركيزها على ضرورة الأدب في الحديث مع رسول الله، حيث كان الناس في السابق يقتربون من النبي دون مراعاة لأدب الخطاب، فقامت السورة بوضع معايير وضوابط تليق بالأدب في التعامل مع رسول الله وفقاً لمبادئ الإسلام.
بينما يمكن أن يُخفف الأمر بالنسبة لغير المسلمين من اليهود والنصارى لعدم انتمائهم لهذا الدين العظيم، يُخاطَب الصحابة باعتبارهم النموذج الأسمى في الدين من خلال الآيات القرآنية.
تتسق سورة الحجرات مع سورة الفتح التي سبقتها، حيث جاءت سورة الفتح بالثناء والمدح للصحابة، مشيرةً إلى أن هذا الثناء قد ذُكر في الكتب السماوية السابقة، فقال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ).
لذا، فإن هذا التقدير الوارد في القرآن وما سبقه من كتب سماوية يتطلب حسن الخطاب والعناية في الحديث مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.