تعتبر الدوالي من المشكلات الشائعة التي قد تظهر في أعمار مبكرة، حيث تكون بالنسبة للكثيرين مجرد مسألة تجميلية، بينما تؤثر على آخرين بشكل سلبي حيث تسبب لهم آلامًا وانزعاجًا شديدين. وفي بعض الحالات، قد تؤدي الدوالي إلى مضاعفات صحية أكثر خطورة تتعلق بتدفق الدم بالجسم.
يكون علاج الدوالي في بعض الأحيان ممكنًا من خلال وسائل العلاج الذاتي، بينما قد تتطلب حالات أخرى تدخلاً طبيًا لإغلاق أو إزالة الوريد المتأثر.
أسباب ظهور الدوالي في سن مبكر
تتعدد الأسباب المؤدية إلى ظهور الدوالي، ومن أبرزها:
الحمل
- تعاني عدد كبير من النساء الحوامل من ظاهرة دوالي الأوردة، حيث يؤدي الحمل إلى زيادة حجم الدم بالجسم.
- وفي المقابل، يؤدي ذلك إلى تقليل تدفق الدم من الساقين إلى منطقة الحوض، وهو تغير في الدورة الدموية مصمم لدعم نمو الجنين.
- على الرغم من ذلك، تظهر آثار الحمل الجانبية في شكل توسع الأوردة، والذي قد يظهر للمرة الأولى أو يتفاقم في المراحل المتقدمة من الحمل بسبب الضغط المتزايد للرحم على أوردة الساقين.
- التغيرات الهرمونية أيضًا تلعب دورًا في هذا الشأن، وغالبًا ما تتحسن الدوالي التي تحدث أثناء الحمل في غضون ثلاثة أشهر بعد الولادة دون الحاجة إلى أدوية.
العمر
- تظهر الدوالي عادةً بين عمر 30 إلى 70 عامًا، وتزداد احتمالية الإصابة بها مع التقدم في السن، حيث يؤدي الشيخوخة إلى تآكل الصمامات الوريدية التي تنظم تدفق الدم.
- هذا التآكل يسمح للدم بالتدفق إلى الوريد مرة أخرى، مما يؤدي إلى تجمعه بدلاً من تدفقه إلى القلب.
الجنس
- تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالدوالي مقارنة بالرجال بسبب التغيرات الهرمونية المرتبطة بفترات الحمل وفترة ما قبل الحيض، حيث تميل الهرمونات الأنثوية إلى إرخاء جدران الأوردة.
- استخدام العلاج الهرموني أو حبوب منع الحمل يمكن أن يزيد من خطر حدوث الدوالي.
عوامل وراثية
- الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الدوالي يكونون أكثر عرضة للإصابة بها.
السمنة
- تساهم زيادة الوزن بشكل كبير في تلف الأوردة وتعتبر من الأسباب الرئيسية لظهور الدوالي.
الوقوف لفترة طويلة
- الاستمرار في نفس الوضعية لفترات طويلة يعيق تدفق الدم بشكل فعال، مما يعزز من فرص الإصابة بالدوالي.
أسباب ظهور الدوالي في سن مبكر وأهم أعراضها وخطر تطورها
- مع تقدم العمر، تفقد الأوردة مرونتها مما يؤدي إلى تمددها وضعف الصمامات، مما يتسبب في تدفق الدم الذي ينبغي أن يعود إلى القلب، وتتجمع كتل الدم في الأوردة، مما يلعب دورًا في اتساعها وتشكيل الدوالي. تبدو دوالي الأوردة زرقاء لأنها تحتوي على دم ينقصه الأكسجين، والذي يتم إعادته إلى الدورة الدموية عبر الرئتين.
تشمل الأعراض المميزة للدوالي ما يلي:
- ظهور عروق زرقاء أو أرجوانية على الساقين، تكون منتفخة وكأنها حبال.
- يمكن أن تظهر الدوالي في مناطق مختلفة من الساقين، بدءًا من الفخذ وصولاً إلى الكاحل.
- عند ظهور علامات وأعراض مؤلمة، قد تتضمن: إحساس بألم أو ثقل في الساقين، وخفقان في القلب، وتشنجات عضلية، وانتفاخ في الساق، حيث يزداد الألم سوءًا بعد التواجد لفترات طويلة في وضعية الجلوس أو الوقوف.
- حكة حول وريد واحد أو أكثر، بالإضافة إلى وجود تقرحات جلدية بالقرب من الكاحل، مما قد يشير إلى وجود حالة طبية خطيرة تتطلب علاجًا.
- ظهور الأوردة العنكبوتية التي تشبه الدوالي ولكنها أصغر حجمًا.
أسباب ظهور الدوالي في سن مبكر وأهم طرق تشخيصها
- لتشخيص الدوالي، يقوم الطبيب بفحص الساقين، مشاهدتها أثناء الوقوف للتحقق من وجود أي تورم. وفي بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية.
- قد تتطلب هذه العملية التأكد من عمل صمامات الأوردة بشكل صحيح أو البحث عن علامات تجلط.
- يتعين على المريض الاستلقاء خلال هذا الفحص غير الجراحي، حيث يتم وضع كمية صغيرة من الجل الدافئ على الجلد لمنع تكون جيوب هوائية أثناء الفحص.
- يستخدم فني الموجات فوق الصوتية أداة صغيرة (محول الطاقة) للضغط على المنطقة التي يتم فحصها ونقلها بين المناطق المختلفة عند الحاجة، بحيث تنقل الأداة صورة الأوردة إلى الشاشة للرؤية من قبل الفنيين والأطباء.
خطورة تطور الدوالي بالجسم
- تقوم الشرايين بضخ الدم من القلب إلى مناطق مختلفة في الجسم، بينما تعيد الأوردة الدم إلى القلب. ولعودة الدم يحتاج إلى مقاومة قوة الجاذبية، حيث يلعب تقلص عضلات الساق دور المضخة، وتساعد جدران الأوردة في تدفق الدم بشكل طبيعي.
- عند تدفق الدم إلى القلب، تفتح الصمامات الصغيرة في الأوردة وتغلق لمنع الدم من العودة، وعندما يفشل الدم في الرجوع إلى القلب، تصبح الحالة أكثر خطورة، مما لا يقتصر فقط على ظهور الدوالي بل يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية أكثر خطورة.
كيفية الوقاية من الدوالي في سن مبكر
لا توجد وسيلة فعالة تمامًا لمنع ظهور الدوالي، ومع ذلك، هناك بعض الطرق التي يمكن أن تساعد في تقليل احتمالات الإصابة، ومن بين الأساليب الوقائية:
- تحسين الدورة الدموية وتقوية العضلات يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالدوالي أو تفاقمها.
- تشمل الإجراءات المنزلية تدابير تخفيف الانزعاج الناجم عن الدوالي، مثل الحفاظ على وزن صحي ونظام غذائي غني بالألياف وقليل الملح.
- تجنب ارتداء الكعب العالي أو الجوارب والملابس الداخلية الضيقة، مع ضرورة تغيير وضعية الجلوس أو الوقوف بانتظام.
للقراءة المزيد:
أهم طرق علاج الدوالي
تختلف طرق علاج الدوالي تبعًا لنوع الدوالي، حيث لا تحتاج الدوالي الناتجة عن الحمل إلى علاج، بينما تتطلب الدوالي الناتجة عن تقدم العمر طرقًا مختلفة. هناك إجراءات أسهل من العمليات الجراحية يمكن أن تعالج الدوالي، منها: –
- الرعاية الذاتية تتضمن ممارسة الرياضة، تقليل الوزن، وارتداء ملابس فضفاضة، مع ضرورة رفع الساقين وتجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة.
- الجوارب المرنة، حيث يرتديها المريض طوال اليوم لضغط الأوردة وسحب الدم بفعالية.
- أساليب علاجية مثل العلاج بالتصليب، أو الجراحة باستخدام الليزر، أو إخفاء الأوردة، أو إزالة الوريد جراحياً.