أمثلة على الرجاء
نجد في قصة نبي الله يعقوب -عليه السلام- مثالًا بارزًا لعبادة الرجاء. فقد كان يعقوب يتمتع برجاءٍ عظيم بالله، حيث صبر على فراق ابنه يوسف، ومن ثم فقد أخيه، لكنه لم يفقد أبداً الأمل في رحمة الله. بل زاد صبره وعزيمته، ونبّه أبنائه بقوله: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ). أما زكريا، فقد كانت مشاعره مملوءة بالأمل عندما دعا الله أن يمنحه ابنًا بعد أن كَبُرَ وضعُفَ، فاستجاب الله لدعائه ورزقه بيحيى.
عبادة الرجاء
الرجاء هو شعور العبد بالتفاؤل بفضل الله ونعمته، ويعكس راحته في انتظار كرم الله ومنّه. يمتزج الرجاء بالعمل، حيث يسعى المؤمن لعمل صالح راجيًا قبول الله له، ويتوب متمنيًا مغفرة ذنوبه. إن أهل الرجاء هم الذين يتطلعون إلى قبول أعمالهم وإلى غفران ذنوبهم، وهي تعد من أعظم العبادات القلبية. فقد ذُكِرَ أهل الرجاء في القرآن كصفة من صفات المؤمنين، ويعتبر الرجاء حاجة أساسية لكل مسلم، إذ يدور في فلك المعاصي آملًا في المغفرة، ويسعى لتدارك عيوبه. إن الرجاء يقوّي ثبات المسلم على دينه.
ثمرات الرجاء
إن الرجاء يثمر في القلوب فعل الطاعات والاستمرار عليها، كما يحفز العبد على الاجتهاد في العبادة. يشعر الرجاء المؤمن بالدنو من الله والتعلق به، ويجعل مناجاته أمرًا يسيرًا ولذيذًا، مما يُعبر عن عبوديته وافتقاره لله. ويشجع العبد على السير نحو الله سبحانه وتعالى، مما يسهل عليه مسيرته. إن الرجاء هو أيضًا من أسباب زيادة محبة الله للعبد، ويضاعف شكره ويشجع على التعرف على الله بأسمائه وصفاته. إذ يتعلق الراجي بأسماء الله مثل التّواب والغفور والرحيم. في الرجاء نجد ترقبًا لفضل الله، مما يجعل القلب متعلقًا بالله بشكل أكبر. ووفقًا لقدر رجاء العبد وخوفه، يكون فرحه يوم القيامة، حيث ينال أكبر ما يتمناه برؤية الله، والحصول على رضاه، ودخول جنته.