أنواع الخطوط المستخدمة في كتابة القرآن الكريم
تعددت الخطوط التي كتبت بها المصاحف منذ بداية الوحي وحتى اليوم، وتتنوع هذه الخطوط كما يلي:
- في العهد الأول وحتى القرن الخامس تقريبًا، تم استخدام الخط الكوفي بمختلف أنواعه في كتابة المصاحف.
- مع بداية القرن الثامن أو التاسع، ومع تنوع الخطوط، بدأ الاعتماد على خط الثلث لكتابة المصاحف.
- في العصر الحديث، برز خط النسخ كأحد أجمل الخطوط، وأصبح مفضلًا في طباعة المصاحف.
- ظهرت المطابع الحديثة عام 1431 ميلادية، وعانت لفترة طويلة قبل أن تُستخدم بشكل فعّال. دخلت هذه الصناعة إلى بلاد إيطاليا ثم فرنسا ثم إنجلترا، وانتشرت في بقية الدول. وقد شهدت صناعة المطابع تطورًا كبيرًا، مع تحسينات فنية أُدخلت عليها. ويعتبر المصحف الأول الذي طبع في هذه المطابع الحديثة هو الذي طبع في همبرج بألمانيا عام 1113 هجرية.
نظرًا لعدم توفر المطابع في البلاد العربية في ذلك الوقت، يوجد نسخ من تلك الطبعة في دار الكتب العربية بالقاهرة. وبعد ذلك، انتشرت المطابع في تركيا وتونس وحلب، مما ساهم في زيادة طباعة المصاحف في تلك البلدان.
تنوع الخطوط التي جرى الاهتمام بها من قبل نُساخ المصحف
أجريت دراسة على المصاحف الموجودة في مكتبة المصحف الشريف، والتي كشفت أن هناك خمسة أنواع من الخطوط تميزت بها نُساخ المصحف في القرن الحادي عشر الهجري، وهي: النسخ، المغربي، الرقعة، الثلث، والكوفي.
تطور الخط العربي وتنويع أشكاله عبر العصور
استمر الخط العربي في التطور والتنوع، حتى وصل إلى نحو عشرين نوعًا في بداية القرن الثالث الهجري. كما قام الوزير ابن مقلة بتحديد أنواع الخط العربي في عهده، حيث وصل بها إلى ستة أنواع وهي: الثلث، النسخ، التوقيع، الريحان، المحقق، والرقاع. وقد قام ابن مقلة بتطوير الخط الكوفي إلى الشكل المعاصر، مع تحديد مقاييس وأبعاد النقاط بدقة وإحكام.
تواصلت تطورات الخطوط العربية حتى جاء العصر العثماني، حيث أظهر الأتراك تفوقًا واضحًا في فن الخط وتزيين المصاحف، مما أدى إلى مستوى عالٍ من العناية بتجويد الخط. وأُسس في الأستانة عام 1326 هـ أول مدرسة خاصة لتعليم فن الخط والنقش والتذهيب، ليظهر بعد ذلك العرب والإيرانيون في الإبداع بتصميم الخط العربي وتحسينه.
التعريف بمكتبة المصحف الشريف
تُعتبر مكتبة المصحف الشريف من المجموعات الوقفية، حيث تضم 1878 مصحفًا نادرًا، بالإضافة إلى 84 رُبعة قرآنية تمثل المراحل التاريخية التي مر بها تدوين المصحف الشريف، من حيث المواد المستخدمة والخطوط واهتمام العلماء المسلمين بكتاب الله، ورعايتهم له من حيث الحفظ والدراسة والتفسير والزخرفة. وتُعدّ هذه المكتبة ثروة علمية قيمة لدراسة الخطوط وتطورها عبر العصور الإسلامية.
ومن أبرز التطورات في مجال الخطوط عبر العصور الإسلامية:
- أقدم مصحف كتب بخط علي البطليوسي، ويعود تاريخه إلى 488 هـ.
- مصحف مكتوب بخط النسخ بواسطة محمد إسماعيل بن محمد عام 549 هـ، والتي تعتبر واحدة من أزهى فترات الإبداع في فن الخط العربي.
- أحدث المصاحف المخطوطة بخط محمد صديق فضل الله الأفغاني عام 1405 هـ.