ما هو الحب؟
الحب يُعرّف بأنه شعور عاطفي عميق يتمثل في المودة والتعلق بشخص أو شيء معين. إنه ينطوي على مجموعة متنوعة من المشاعر مثل الانجذاب والرغبة والحنان، بالإضافة إلى السعي لإسعاد الآخرين. يمكن أن يكون الحب خيارًا واعيًا يتخذه الفرد، أو يمكن أن يكون شعورًا يتعذر السيطرة عليه. يتنوع الحب بأشكاله المختلفة، ويسعى الكثيرون إلى تجربته نظرًا لما يوفره من راحة وسعادة، حيث يلعب دورًا محوريًا في حياة الأفراد.
أشكال الحب
تعمق الإغريق في دراسة الحب وصنّفوه إلى ثمانية أنواع رئيسية، وهي:
الحب غير المشروط
(Agape) هو نوع من الحب يتمثل في وضع مصلحة الآخرين قبل مصلحة الذات، حيث يُظهر الشخص تضحية حقيقية ويبتعد عن الأنانية. كان يُعتبر قديماً نادراً لأن قلة من الناس يشعرون به لفترات طويلة.
الحب الرومانسي
يُطلق عليه في الإغريقية (Romantic love)، ويشير إلى الحب الذي يتسم بالشغف والمشاعر العاطفية القوية، والتي قد تفقد الشخص قدرته على السيطرة على نفسه.
الحب العاطفي
(Philia) هو الشعور الذي يربط بين الأصدقاء، حيث أشار أفلاطون إلى أن الانجذاب الجسدي لشخص ما ليس شرطًا للحب، مما يُطلق على هذا النوع من الحب أيضًا “الحب الأفلاطوني”.
الحب الجسدي
يمثل هذا النوع (Eros) الانجذاب الجسدي والشهوة، مما يعكس المفهوم المعاصر للحب ويُعتبر وسيلة لتلبية الرغبات الإنسانية في الإنجاب والبقاء.
حب العائلة
(Storge) يُعبر عن الروابط الأسرية التي تجمع بين الأهل والأبناء، ويبرز هذا النوع بشكل خاص في مرحلة الطفولة. يعكس الحب العائلي الشعور بالعاطفة والتبعية، حيث يمكن أن يتحول الحب الجسدي من (Eros) إلى حب عائلي مع مرور الزمن.
الحب غير الملتزم
(Ludus) يعكس الحب السطحي الذي يركز على الاستمتاع باللحظة ويرتبط بمصالح معينة مثل الموسيقى والرقص دون التزامات جادة.
الحب العملي
(Pragma) يُشير إلى الحب القائم على المنطق والمصالح المشتركة، وغالبًا ما يظهر في الزيجات التقليدية أو السياسية التي تهدف إلى تحقيق أهداف مشتركة.
حب الذات
(Philautia) يمكن أن يكون حب الذات صحيًا أو مدمّرًا. يتجلى في تقدير الشخص لذاته بشكل معتدل الذي يساهم في تقوية الصحة الجسدية والعقلية، بينما إذا تحول إلى غرور قد يؤدي إلى الاضطراب في العلاقات. يُعتبر حب الذات المعتدل أمرًا ضروريًا ويساعد الشخص على تقبل نفسه.
عناصر الحب
استنتج عالم النفس روبرت ستيرنبرغ أن الحب يحتاج إلى ثلاثة عناصر أساسية: الالتزام، والشغف، والمودة. وجود المودة والالتزام يُفضي إلى الحب الصادق، بينما الشغف والمودة يساهمان في العلاقات الرومانسية. إن وجود اثنين على الأقل من هذه العناصر في العلاقة يساهم في بناء روابط قوية، أما وجود الثلاثة معًا فيعكس أعمق أنواع العلاقات.
نصائح للحب
هنا بعض النصائح التي يمكن أن تنبع من تجارب الآخرين في العلاقات الرومانسية:
- تجنب الخوض في مواضيع العلاقات السابقة والحرص على الإيجابية في الحوار.
- مشاركة الاهتمامات والأنشطة التي تجلب السعادة للطرفين.
- الحصول على موافقة الشريك قبل البدء في أي نشاط مشترك.
- الثقة بالنفس والاستعداد لاختبار تجارب جديدة.
- التعبير عن المشاعر بشكل مستمر، سواء كانت عاطفية أو جسدية.
- السعي لإرضاء الشريك وإسعاده.
- التبادل المستمر للمشاعر الصادقة.
- الحرص على المشاركة في النشاطات والأحلام.
- تجنب الأنانية والمصالح الشخصية على حساب الطرف الآخر.
- التوزيع العادل والمناسب للموارد والممتلكات.
- تقديم المزيد من الدعم والحنان للشريك.
التفريق بين الحب والسعادة
أظهرت دراسة استمرت 75 عامًا أجراها باحثون من جامعة هارفارد أن الحب يمثل المفتاح لحياة مليئة بالسعادة. وإنه يستند إلى القول المعروف “كل ما نحتاجه هو الحب”، ولهذا السبب ينبغي على الأفراد المحافظة على هذه العلاقة العاطفية والعمل بنصائح تعزيز الحب كما ذُكر سابقاً. على الشخص أن يُقدّر الحب الذي يجلبه للحياة ولشريكه، ومن المهم أن يتم تحديد الفارق بين الحب الحقيقي والجوع العاطفي لتجنب الفشل في العلاقة. ففي العلاقات الأبوية، تُظهر الأسر الحب من خلال الرعاية والعناية دون توقع مقابل، وهو الأمر الذي يحتاجه الطرفان على حد سواء.