مكان دفن نبي الله إسماعيل عليه السلام
توفي نبي الله إسماعيل -عليه السلام- في مكة المكرمة، حيث دُفن بجوار قبر والدته هاجر. يقع قبره داخل الحجر الذي يجاور باب الكعبة، ملحقًا بقبر والدته التي توفيت قبله ودُفنت معه في نفس المكان.
يُذكر أن عمر إسماعيل -عليه السلام- عند وفاته كان مئة وسبعة وثلاثين عامًا. وقد ورد عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: “شكى إسماعيل -عليه السلام- إلى الله -عز وجل- حر مكة، فأوحى إليه بأنني سأفتح لك باباً إلى الجنة، يكون بمكان دفنك، تجري عليك روحه إلى يوم القيامة”.
تعريف بحجر إسماعيل عليه السلام
حجر إسماعيل هو القسم الخارجي المحصور عن جدار الكعبة، وهو عبارة عن منطقة مدوَّرة على شكل نصف دائرة، ويعرف أيضًا باسم “الحطيم”. وقد اختلف العلماء حول اعتباره جزءًا من البيت الحرام. حيث استقر الرأي لدى غالبية الفقهاء على أن ستة أذرع نبويّة من الحجر تُعتبر جزءًا من البيت، بينما ذهبت الحنفية والحنابلة إلى أن الحجر بالكامل يعتبر ضمن البيت المحرم.
الصلاة داخل حجر إسماعيل تنال استحباباً، كما أوضح العلماء، لأنه يُعتبر جزءًا من البيت الحرام. وقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى ركعتين داخل الكعبة عند فتح مكة، كما نصح عائشة -رضي الله عنها- بالصلاة داخل الحجر كونه جزءًا من البيت.
تقديم عن نبي الله إسماعيل عليه السلام
إسماعيل -عليه السلام- هو نبي الله وابن النبي إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- من زوجته المصرية هاجر. وهو ينتمي إلى نسل نبي الله نوح -عليه السلام-، ومن نسله نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم-. وُلِد إسماعيل في أرض الشام، ثم انتقل به والده إلى مكة المكرمة استجابةً لأمر الله -عز وجل-، حيث كان ذلك الموضع آنذاك وادياً قاحلاً وغير مزروع.
عانى إسماعيل -عليه السلام- في صغره من العطش الشديد، وكان الماء الذي لدى والدته هاجر قد نفد، مما دفعها للبحث عن الماء بين الصفا والمروة حتى أنعم الله عليها بعين ماء زمزم.
يتميز إسماعيل بعدد من الخصائص، نذكر منها:
- هو أول من سُمّي بهذا الاسم من بني آدم.
- لغته كانت اللغة العربية.
- تتصل أنساب العرب به.
- شارك والده في بناء الكعبة.
- هو الذبيح الذي ذُكر في القرآن في قصة النبي إبراهيم -عليه السلام- مع ابنه، والذي أُمر بالتضحية، ففداه الله بكبش عظيم.
- وصَفَه القرآن الكريم بأنه كان عالماً، حليماً، مسلماً، ومُستسلماً لله -تعالى-، إضافةً إلى صبره وصدق وعده، ورضاه عند الله.
نبوة نبي الله إسماعيل عليه السلام
عندما بلغ إسماعيل -عليه السلام- سن الأربعين، اصطفاه الله -تعالى- وأرسله نبيّاً إلى قبائل العرب مثل جُرهم والعماليق وقبائل اليمن. عانى إسماعيل نفس ما عاناه بقية الأنبياء من كفر البعض وإيمان الآخرين برسالته. وقد ذُكرت نبوته في القرآن الكريم بقوله -عز وجل-: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا).
يتناول هذا المقال ذكر مكان دفن نبي الله إسماعيل -عليه السلام- الذي دُفن في مكة بجانب قبر أمه داخل الحجر. كما يتطرق المقال إلى تعريف موجز بحجر إسماعيل -عليه السلام-، ثم يقدم تعريفًا عن نبي الله إسماعيل وأبيه إبراهيم -عليهما السلام- ودورهما في بناء الكعبة، ثم يسلط الضوء على نبوة إسماعيل ودعوته لبلاده.