معنى الاستفهام الاستنكاري
الاستفهام الاستنكاري يعبر عن حالة من الإنكار أو الجحود، حيث يأتي على شكل سؤال تشككي حول مسألة ما. يُعتبر هذا النوع من الاستفهام أحد أهم المعاني المتعددة التي يمكن أن ينطلق منها الاستفهام، حيث لا يتم التأكيد على الكلام الموجه للمخاطب، بل يتم إنكاره والتعبير عن الاستهجان لما حدث في الماضي أو ما يمكن أن يحدث في المستقبل. وقد أشار القزويني إلى وجود ثلاثة أنواع من الإنكار، وهي: التوبيخ، التكذيب، والتقرير. يُعد الاستفهام الاستنكاري من أبرز الأساليب المتكررة في القرآن الكريم، ويظهر بوضوح في العديد من الآيات في السور المكية.
أمثلة على الاستفهام الاستنكاري في القرآن الكريم
فيما يلي بعض الأمثلة على الاستفهام الاستنكاري ما ورد في القرآن الكريم:
- قال تعالى: “قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ”.
- قال تعالى: “أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ* مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ”.
- قال تعالى: “وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ”.
- قال تعالى: “وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ** مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ”.
- قال تعالى: “قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلَّا أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ”
- قال تعالى: “أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِنَاثا”.
- قال تعالى: “أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ”
- قال تعالى: “وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ” .
- قال تعالى: “قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ”
- قال تعالى: “أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ، أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ، لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ، أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ، أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُونَ”
أمثلة على أنواع الاستفهام الاستنكاري
الاستفهام الاستنكاري التوبيخي
التوبيخ يعبر عن أفعال حدثت في الماضي، أو عن توصيف لحدث متوقع في المستقبل قد يُخشى حصوله. لذا فهو يعكس حالة من الاستنكار، مثل: “أعصيت ربك”، أو بمعنى لا ينبغي أن يحدث هذا.
الاستفهام الاستنكاري التكذيبي
في حالة ادعاء المخاطب بحدوث أمر ما في الماضي، يتم استخدام الاستفهام الاستنكاري كتعبير عن التكذيب للادعاءات السابقة. وهذا يستبطن ضرورة نفي وقوع ما أُفيد به، كما يظهر في قوله تعالى: “أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِنَاثا”.
الاستفهام الاستنكاري التقريري
الاستفهام الاستنكاري التقريري يعبر عن محاولة لحث المخاطب على الاعتراف بحقيقة واضحة يعرفها. وعادة ما يكون هذا الاستفهام مصحوبًا بمؤشر استفهامي، ويعتبر أسلوبًا شائعًا في القرآن الكريم، حيث يكثر استخدامه في السياقات التي تدعو إلى التدبر والإقناع. على سبيل المثال، قول الله تعالى: “أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ”.