الفحص الطبي قبل الزواج
يُعتبر الفحص الطبي قبل الزواج مجموعة من الفحوصات الضرورية التي يجب على المقبلين على الزواج إجراؤها للتأكد من خلوهم من أي أمراض وراثية مثل فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، بالإضافة إلى اختبارات الفيروسات مثل فيروس الكبد C وB والإيدز. يهدف هذا الفحص إلى تقييم احتمالية انتقال هذه الأمراض بين الزوجين وأثرها على صحة الأبناء في المستقبل، وكذلك دراسة الحلول البديلة المتاحة للحد من هذه المخاطر. وعلى الرغم من أن العديد من الأفراد قد يشعرون بالقلق أو عدم الارتياح تجاه إجراء هذه الفحوصات، فإنها تظل خطوة أساسية تكفل راحة الزوجين على المدى الطويل.
يُعتبر الفحص الطبي قبل الزواج أحد أهم الإجراءات التي يجب اتباعها قبل اتخاذ قرار الزواج، حيث يساهم في الحد من انتشار الأمراض المتفشية في المجتمع بشكل عام. في ظل غياب العلاجات الفعالة لكثير من هذه الأوبئة، مثل فيروس الإيدز وفيروس الكبد C، فإن الحل الأمثل يكمن في الوقاية ومنع انتشارها في الأساس.
إن إصابة الأطفال في المستقبل بأحد هذه الأمراض مثل الثلاسيميا تتطلب من الأسر والدولة تحمل تكاليف باهظة لرعايتهم، مع وجود احتمالية ضئيلة للشفاء. بالإضافة إلى ذلك، فإن المرضى المصابين بحاجة إلى الكثير من الدم أثناء تلقي العلاج، مما قد يؤثر سلباً على توافر هذه الموارد للمرضى الآخرين.
علاوة على ذلك، فإن إصابة أحد الأطفال بأحد هذه الأمراض تسبب معاناة نفسية كبيرة للعائلة، فضلاً عن المشاكل الاجتماعية المحتملة الناتجة عن إصابة الأطفال بأمراض وبائية أو وفاتهم في سن مبكرة. إن الألم الناتج عن هذه التجارب يفوق الآلام الناتجة عن أي مشاكل أخرى قد تحدث. ولهذا، قد تؤدي هذه الظروف إلى عدم استقرار العلاقة الزوجية، مما ينجم عنه الطلاق أو مشكلات أكبر. لذا، فإن الخضوع للفحص الطبي قبل الزواج يعد خطوة هامة لتجنب جميع هذه الأزمات المحتملة.