أنواع الجناس في اللغة العربية
الجناس التام
يُعرف الجناس التام بأنه التوافق بين ركنين لفظياً مع اختلاف المعنى، دون وجود أي فرق في تركيبهما أو حركاتهما. ويتضمن هذا التوافق اللفظي أربعة أنواع، منها: نوع الحروف، عدد الحروف، هيئة الحروف، وترتيب الحروف.
يطلق بعض علماء اللغة عليه أسماء مختلفة، منها الكامل، والمستوفى، والمماثل، وهو يُعتبر أعلى درجات الجناس. ويمكن تقسيمه إلى عدة أنواع بناءً على الاستقراء، على سبيل المثال:
- التوافق في الاسم، كما في قوله تعالى: “ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة”.
- التوافق بين الركنين في الفعل والحرف.
الجناس المحرّف
سُمّي الجناس المحرّف لأنه يتميز بانحراف هيئة اللفظين عن بعضهما البعض. ويُعرّف بأنه اختلاف اللفظين في هيئة حروفهما “حركاتها وسكناتها” فقط، مع اتساق نوعها وعددها وترتيبها. ويمكن أن يتواجد هذا النوع بين اسمين أو فعلين، حيث يكون الاختلاف غالباً في الحركات، ومن أمثلته:
- الاختلاف في هيئة الحركة فقط، كما في قول أبي تمام:
هنّ الحمام فإن كسرت عيافة من حائهن فإنهنّ حمام.
- الاختلاف في هيئة الحركة والسكون، حيث يكون أحد الحروف متحركاً في إحدى الجمل وساكناً في الأخرى، كما في “البدعة شرَك الشرك”.
الجناس الناقص
على عكس الجناس التام، يُعرف الجناس الناقص بأنه التجانس بين اللفظين في الحروف والحركات مع اختلاف في عدد الحروف. وقد أطلق عليه هذا الاسم لأن الفرق في عدد الحروف يؤدي حتماً إلى نقصان أحدهما عن الآخر. ينقسم هذا النوع إلى عدة أصناف، منها:
- اختلاف الحركات بين اسمين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي”.
- اختلاف بين الاسمين في التشديد والتخفيف، كم في الجمل: الجاهل إما مفرط أو مفرط.
- اختلاف بين فعلين، حيث لا يعد جناساً إذا كان من باب فعل وفعّل، كما في “قتل” و”قتلّ”، ولكن يُعتبر جناساً إذا كان مثل “شاقني” و”شاقّني”، ومن الأمثلة الدالة هو “عادني” و”عادّني”، حيث تشير الأولى إلى العادة والثانية إلى المعادة.
جناس القلب
يسمى أيضاً الجناس المقلوب، ويُفهم بأنه يحدث عندما يتطابق ركنان في عدد ونوع الحروف وهيئاتها، بينما يختلفان في الترتيب. ويمكن تقسيمه إلى ثلاثة أنواع:
- قلب الكل: حيث تكون المخالفة في جميع الحروف، مثل: “حفه بحر وجنابه رحب”.
- قلب البعض: عندما يتم تقديم وتأخير بعض حروف الكلمة دون الأخرى، مثل: “رحم الله امرءًا أمسك ما بين فكّيه، وأطلق ما بين كفّيه”.
- المقلوب المستوي: وهو قلب جميع الحروف في كلمتين أو أكثر سواء كانت نثرًا أو شعراً، كما في “كبّر رجار أجر ربك”.
جناس المضارع
يعرف أيضاً بالمطرف أو المطمع، ويشمل الجمع بين كلمتين متجانستين يكون الاختلاف بينهما حرفاً واحداً من الحروف المماثلة في المخرج، أو القريبة منه، مع عدم زيادة في عدد الحروف. يجب أن يكون الاختلاف مُحصورا بحرف واحد؛ فإذا تعدى ذلك، فلا يُعتبر من التجنيس.
الجناس اللاحق
يُعرّف الجناس اللاحق بأنه استبدال أحد ركني الجناس بحرف مختلف في المخرج. بمعنى آخر، يجب أن تكون الحروف التي تطرأ عليها التغييرات مختلفة في مكانها. مثال على ذلك هو قوله في رد الرسالة: “وصل كتابك فتناولته باليمين ووضعته مكان العقد الثمين”.