تعد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الأخلاق الحسنة من الأهمية بمكان، حيث تميزت شخصيته العظيمة بجميل الأخلاق في قوله وفعل.
لذا، كان رسولنا الكريم يأمر المسلمين والمسلمات بضرورة التحلي بالأخلاق الحسنة، متعهدًا بأن هذا الالتزام يُعزز رضا الله سبحانه وتعالى، ويساهم في بناء حياة مليئة بالحب والسلام بين الأفراد.
في هذا المقال، سنتناول بعض أحاديث الرسول عن الأخلاق الحميدة.
الأخلاق الحسنة وأثرها على المسلم
يُعتبر دين الإسلام دينًا شاملًا يتناول جميع جوانب حياة الفرد، حيث يولي اهتمامًا خاصًا للأخلاق الحسنة.
لذلك، تعتبر الأخلاق الحسنة ركيزة أساسية في المجتمع الإسلامي، كونها تسهم في بناء الحضارات وتجنب الحروب والفتن والنزاعات بين الناس.
الرسول الكريم كنموذج للأخلاق الحميدة
عندما بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم، كانت من المهمات الأساسية التي كُلِّف بها نشر مبادئ الأخلاق الحميدة.
لأن الأخلاق الحميدة تعتبر من أهم السمات التي ينبغي أن يتحلى بها الشخص ليعيش حياة شريفة. كما أن هذه الأخلاق تضاعف الأجر في الآخرة، مما يجعلها عبادة عظيمة تؤدي إلى جنات النعيم.
أحاديث الرسول حول الأخلاق الحسنة
تتعدد الأحاديث الواردة عن الرسول حول الأخلاق الحميدة، ومن أبرزها:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما زال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا. وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما زال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابًا.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما كان خلق أبغض إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب، ولقد كان الرجل يكذب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذبة، فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الصدق بر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن العبد ليتحرّى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا.”
أحاديث عن أخلاق الرسول كما رواها البخاري
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسنكم أخلاقًا.”
- قال عليه الصلاة والسلام: “إن لكل دين خلقًا، وإن خلق الإسلام الحياء.” وقد عثرت ناقته ذات مرة وكان معه زوجته صفية، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “عليك بالمرأة.” رواه البخاري.
- عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يا عائشة، أرفقي، فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيرًا دلهم على باب الرفق.”
- في رواية: “إذا أراد الله بأهل بيت خيرًا أدخل عليهم الرفق.” قالت عائشة: “جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها. فأطعمتها ثلاثة تمرات، فأعطت كل واحدة من ابنتهما تمرًا ورفعت إلى فيه تمرًا لتأكله، فاستطعمتها ابنتاها، فشقّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما. فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله.” فقال: “إن الله قد أوجب لها بها الجنة.” رواه مسلم.
- قال عليه الصلاة والسلام: “إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم.”
- قال: “ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء.”
- جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: “يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟” قال: “أمك.” قال: “ثم من؟” قال: “أمك.” قال: “ثم من؟” قال: “أمك.” قال: “ثم من؟” قال: “أبوك.”
حديث شريف عن حسن الخلق
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة، الثرثارون، والمتشدقون، والمتفيهقون.” سألوا: “يا رسول الله، ما المتفيهقون؟” قال: “المتكبرون.”
- قال: “البر حسن الخلق.”
- قال: “اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن.”
- قد سئل عليه الصلاة والسلام عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: “تقوى الله وحسن الخلق.”
- قال: “إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم.”
- قال: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كن له ثلاث بنات يؤويهن ويُرَحِّمهم ويُكفلهن، وجبت له الجنة.” قال: “فإن كانت اثنتين؟” قال: “وإن كانت اثنتين.” قال بعض القوم: “لو قالوا له واحدة لقال: واحدة.” رواه أحمد.
أحاديث نبوية حول الأخلاق الحميدة
- قال صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصدقة إعالتك ابنتك الفقيرة التي رفضها زوجها وليس لها غيرك.” رواه البخاري وابن ماجة.
- كان صلى الله عليه وسلم يحب بناته حبًا عظيمًا، فقد روي: “أن ابنته فاطمة كانت عندما تأتيه يقوم لها، ويأخذ بيدها ويقبلها ويجلسها في مكانه الذي كان يجلس فيه.” رواه أبو داود.
- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ولدت له ابنة فلم يئدها، ولم يهنها، ولم يؤثر ولده عليها – يعني الذكر – أدخله الله بها الجنة.”
- قال: “إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق.”
- قال أيضًا: “أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا.”
- قال: “المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم.”
حكم حول حسن الخلق
وفيما يتعلق بحسن الخلق، هناك العديد من الحكم الرائعة، منها:
- إن الله جعل مكارم الأخلاق ومحاسنها وصلا بيننا وبينه.
- صلاح أمرك للأخلاق مرجعه، فقوم النفس بالأخلاق تستقم.
- والمرء بالأخلاق يسمو ذكره، وبها يفضل في الورى ويوقر.
- المروؤات أربع: العفاف وإصلاح الحال وحفظ الإخوان وإعانة الجيران.
- قد يحوز الإنسان علمًا وفهمًا … وهو في الوقت ذو نفاق مرائي.
- ليست الأخلاق أن تكون صالحًا فحسب، بل أن تكون صالحًا لشيء ما.
- ما قُرن شيء إلى شيء أفضل من إخلاص إلى تقوى، ومن حلم إلى علم، ومن صدق إلى عمل، فهي زينة ومنبت الفضائل.
- الخلوق صدوق والعنيف ضعيف والأصيل نبيل والحليم حكيم والشريف عفيف.
- فلم أجد الأخلاق إلا تخلقًا … ولم أجد الأفضال إلا تفضلًا.
- حسن الخلق أحد مراكب النجاة.