أبرز الأمثلة على النظم البيئية الطبيعية
يشير مفهوم النظام البيئي (بالإنجليزية: Ecosystem) إلى منطقة جغرافية محددة تشمل مجموعة من العناصر الحية مثل النباتات والحيوانات والفطريات، إضافةً إلى عناصر غير حية تتضمن الطقس والتربة والمياه. تتفاعل هذه العناصر مع بعضها لتحقيق الاستدامة في الحياة، وتختلف النظم البيئية بناءً على مواقعها ومكوناتها، ومن أبرزها ما يلي:
النظام البيئي الصحراوي
تشمل الأنظمة الصحراوية عناصر حية وغير حية، تتضمن:
- المناخ: تتميز الصحاري بالجفاف الشديد والطقس القاسي ودرجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة. على سبيل المثال، في الصحارى القطبية الجنوبية تكون درجات الحرارة منخفضة، بينما تصل درجات الحرارة في الصحارى شبه الاستوائية إلى مستويات مرتفعة. الأمطار السنوية تكون قليلة جدًا، مما يفرض على الكائنات الحية التكيف. فتتوزع النباتات بشكل قليل وقريب من سطح الأرض مع تكيف بعض الحيوانات لتصبح ليلية لمواجهة الحرارة العالية أثناء النهار.
- درجة الحرارة: تتغير درجات الحرارة في الصحاري وفقًا لموقعها، لكن جميعها تتميز بالجفاف والعواصف. يحدث تبادل سريع بين الهواء البارد والساخن مما يؤدي إلى تكوين العواصف التي تساهم في تبخر المياه.
- الغطاء النباتي: تمثل الكائنات المنتجة للطاقة في هذا النظام، حيث تكيفت النباتات مع نقص الماء. على سبيل المثال، تمتلك أشجار الصبار طيات لتخزين الماء، بينما تمتاز أوراق النباتات بوجود طبقة شمعية لتقليل تبخر الماء.
- الغطاء الحيواني: تتضمن الكائنات المستهلكة للطاقة، وتتأثر بالحالة البيئية القاسية. تعكس العلاقات الغذائية بين هذه الكائنات الشبكات الغذائية، حيث تصنف إلى مستهلكات أولية وثانوية.
الغابات الاستوائية
تعتبر الغابات الاستوائية موطنًا للعديد من الكائنات الحية، وتتضمن العناصر التالية:
- المناخ: تتميز بالرطوبة العالية والأمطار الغزيرة حيث يصل معدلها إلى نحو 254 سم سنويًا، مع درجات حرارة تتراوح بين 20 و25 درجة مئوية.
- التربة: تتمتع بتربة خصبة، إلا أن الأمطار الغزيرة قد تؤدي إلى فقدان العناصر الغذائية.
- الغطاء النباتي: يتكون بشكل رئيسي من أشجار عريضة الأوراق بارتفاع يتراوح بين 25-35 متر، مما يصعب وصول أشعة الشمس إلى أرضية الغابة.
- الغطاء الحيواني: تعد الغابات الاستوائية موطنًا لملايين الكائنات الحية، بما في ذلك الطيور والثدييات والزواحف والبرمائيات، وتعتبر موطنًا لنحو نصف الأنواع الحيوانية على الأرض.
المراعي
تمثل المراعي نحو 10% من سطح الأرض، حيث تتميز بوجود الأعشاب والنباتات العشبية. تشمل العناصر:
- المناخ: تمتاز بمناخ معتدل مع معدل أمطار يتراوح بين 15 إلى 75 سم سنويًا، مما يمنع تشكل الغابات.
- التربة: خصبة بفضل وجود المُحلِلات التي تساعد في تحليل المواد العضوية.
- الغطاء النباتي: يتمثل بالأعشاب والشجيرات، التي تمثل مصادر الطاقة الأساسية فيها.
- الغطاء الحيواني: يضم مجموعة متنوعة من المستهلكات الأولية، الثانوية، والثالثة، بما في ذلك الحيوانات العاشبة وآكلات اللحوم.
الغابات المعتدلة
تتميز الغابات المعتدلة بمناخ معتدل، وتشمل:
- المناخ: تقع في مناطق ذات مناخ معتدل، حيث تتعرض لأربعة فصول متميزة.
- الرطوبة: أكثر رطوبة من الصحاري ولكن أقل من الغابات الاستوائية، مع متوسط هطول أمطار يتراوح من 76 إلى 152 سم سنويًا.
- الغطاء النباتي: يشمل أشجار متساقطة الأوراق والصنوبريات.
- الغطاء الحيواني: مليء بطيور وأنواع مختلفة من الثدييات التي تعيش في هذه الغابات.
النظام البيئي الساحلي
يمثل النظام البيئي الساحلي تفاعل النظامين البحري والأرضي، ويقسم إلى:
- النظام الساحلي الحجري: يتكون من تشكيل قطع الجرانيت.
- النظام الساحلي الطيني: يتكون نتيجة تجمع الرواسب.
يحتوي النظام البيئي الساحلي على عناصر حية وغير حية، ومعايير الحفاظ على توازنه تشمل:
- الأرض الرملية: تحتوي على تربة رملية وذات نفاذية عالية.
- المياه الجوفية الضحلة: مقارنة بالنظم البيئية الساحلية الأخرى.
- المناخ: هواء رطب مع مستويات ملح مرتفعة.
- هطول الأمطار: معدلاته أقل مقارنة بالنظم البيئية الأخرى.
- الغطاء النباتي: يضم حوالي 170 نوعًا من النباتات، بما في ذلك الطحالب.
- الغطاء الحيواني: يتضمن أنواعًا مختلفة من الحيوانات البحرية التي تعيش حسب عمق المياه.
الشعاب المرجانية
تعتبر الشعاب المرجانية من الأنظمة البيئية الغنية بتنوعها البيولوجي، حيث تعيش فيها العديد من الكائنات البحرية. تشمل:
- الغطاء النباتي: علاقة تكافلية مع الطحالب، حيث توفر للشعاب الغذاء.
- الغطاء الحيواني: يعتمد أكثر من 7000 نوع من الأسماك واللافقاريات على الشعاب للاستفادة من مواردها.
الأراضي الرطبة
الأرض الرطبة هي مساحة تغمرها المياه، سواء كانت جوفية أو سطحية، وتشمل:
- المناخ: يتنوع وفقًا لموقعها، موجودة في جميع القارات ما عدا القارة القطبية الجنوبية.
- الغطاء النباتي: يتضمن أشجارًا طويلة وعشبية.
- الغطاء الحيواني: تنوع كبير يشمل الحشرات والزواحف والثدييات.
التغيرات التي تحدث في الأنظمة البيئية
تتأثر الأنظمة البيئية بالعديد من العوامل، الطبيعية منها وغير الطبيعية، بما في ذلك التأثيرات البشرية. تشمل هذه التغيرات عوامل مثل الجفاف والفيضانات، وانبعاث الملوثات، مما قد يؤدي إلى انهيار السلاسل الغذائية. لذلك، ينبغي على جميع أفراد المجتمع الالتزام بحماية البيئة، فكل فرد يمكنه إحداث تأثير إيجابي، مهما كان بسيطًا.
- العوامل الطبيعية: تشمل التغيرات الناتجة عن الكوارث الطبيعية.
- العوامل البشرية: تأثير الأنشطة البشرية مثل بناء السدود، وزيادة الملوثات.
تعبّر الأنظمة البيئية عن تفاعل عناصرها المختلفة لضمان استمرار الحياة، تختلف هذه الأنظمة بحسب الموقع الجغرافي والموارد المتاحة، حيث تتبنى الكائنات فيها تكيفات تتناسب مع الظروف البيئية. ورغم تنوع الأنظمة، إلا أن جميعها يحتوي على الكائنات المنتجة والمستهلكة، والتي تربط بينها سلاسل وشبكات غذائية تساهم في استمرارية دورة الحياة.