أسباب فقدان السيطرة على المثانة لدى النساء

تواجه النساء العديد من التحديات الصحية التي قد تكون أكثر وضوحًا وحدة مقارنةً بالرجال، ومن بين هذه التحديات يُعدُّ سلس البول، أو العجز عن التحكم في عملية التبول، أحد المواضيع الهامة التي تستدعي النقاش.

يعتبر سلس البول من الأمور الصحية المزعجة التي قد تعاني منها أي سيدة، وفي هذا المقال، سنتناول أسباب عدم القدرة على التحكم في البول لدى النساء.

تعريف سلس البول عند النساء وانتشاره

سلس البول عند النساء هو حالة فقدان البول بشكل غير إرادي، مما يؤدي إلى عدم القدرة على التحكم في التبول. وتعتبر هذه المشكلة شائعة بين عدد كبير من النساء، إذ يمكن أن تحدث في مختلف الأعمار، ولكنها تزداد شيوعًا مع التقدم في السن.

يمكن أن تؤثر هذه الحالة بشكل مباشر على نمط حياة المرأة وثقتها بنفسها، بالإضافة إلى تأثيراتها السلبية في الجوانب الاجتماعية والأسرية. تشير التقديرات إلى أن حوالي واحدة من كل خمس نساء فوق سن الأربعين تعاني من سلس البول، والاعتقاد الشائع هو أن هذه النسبة أعلى بكثير، حيث تفضل العديد من السيدات عدم استشارة الأطباء حول هذه المشكلة لعدة أسباب، ومنها:

  • الإحساس بالحرج والخجل من التحدث عن هذه الحالة.
  • الاعتقاد الخاطئ بأن سلس البول أمر طبيعي يحدث نتيجة التقدم في السن.
  • الفكرة السائدة بأن هذه الحالة ليس لها علاج فعال.

لماذا يُعتبر سلس البول عند النساء أكثر شيوعًا مقارنةً بالرجال؟

تُظهر الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بسلس البول بمعدل أكبر من الرجال، ويرجع ذلك لعدة عوامل، منها:

  • تكرار الحمل والولادة.
  • الوصول إلى سن انقطاع الطمث وانخفاض مستويات الهرمونات الأنثوية.
  • الاختلاف الفطري في تركيب الجهاز البولي، حيث يكون الإحليل أقصر عند النساء مقارنةً بالرجال.

أنواع سلس البول وأسباب عدم القدرة على التحكم في البول

سلس البول الإجهادي

يُعتبر هذا النوع الأكثر شيوعًا بين النساء، وعادة ما يحدث نتيجة لحركات طبيعية مثل العطس أو الضحك أو السعال، أو نتيجة للتغيرات الفسيولوجية التي تحدث أثناء الحمل، حيث يزداد الضغط على المثانة مما يؤدي إلى تسرب البول بشكل غير إرادي.

تزيد هذه المشكلة أيضًا في فترة الأسبوع الذي يسبق الدورة الشهرية وعند انقطاع الطمث، بسبب انخفاض مستويات هرمون الأستروجين الذي يؤدي إلى ضعف في عضلات المثانة.

سلس البول الإلحاحي

يعتبر هذا النوع من السلس ناتجًا عن شعور قوي ومفاجئ للحاجة إلى التبول، مما يجعل المرأة غير قادرة على التحكم في نفسها. وقد يحدث نتيجة لاضطراب في تقلصات عضلة المثانة، ويمكن أن يرتبط بمشكلات عصبية تؤثر على وظيفة المثانة.

تشمل الأسباب المحتملة للسلس الإلحاحي تناول بعض الأدوية مثل المدرات، التوتر، أو حالات مرضية مثل السكري غير المنتظم، فرط نشاط الغدة الدرقية أو الأمراض السياقية مثل باركنسون والتصلب المتعدد.

سلس البول الوظيفي

  • يشير إلى عدم القدرة على الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب، نتيجة لصعوبة الحركة بسبب أمراض مثل الشلل أو التهاب المفاصل.

سلس البول الفيضي

ينجم هذا النوع عن incapacity المثانة في التفريغ الكامل للبول، مما يؤدي إلى امتلائها بسرعة وبالتالي عدم القدرة على التحكم في التبول، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة لضعف عضلات المثانة أو انسداد الإحليل نتيجة لأورام.

أسباب أخرى

تشمل بعض الأسباب الشائعة الأخرى زيادة الوزن، الإمساك، تناول المنبهات التي تحتوي على الكافيين، التهاب المسالك البولية، أو العمليات الجراحية.

طرق علاج سلس البول عند النساء

توجد عدة طرق لعلاج سلس البول لدى النساء، بما في ذلك:

علاج سلوكي وتعديل نمط الحياة، والذي قد يشمل:

  • تنظيم مواعيد التبول على مدار اليوم لضمان إفراغ المثانة بشكل منتظم.
  • شرب كمية كافية من السوائل، بما يعادل ١.٥ إلى ٢ لتر يومياً.
  • تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين، حيث تُعرف المشروبات غير المحتوية على الكافيين بأنها تساعد في تقليل أعراض النشاط المفرط في المثانة.
  • إنقاص الوزن، حيث إن السمنة تحمل علاقة قوية مع أعراض سلس البول.
  • الامتناع عن التدخين.
  • ممارسة التمارين الرياضية لزيادة قوة عضلات الحوض.
  • تدريب المثانة من خلال نظام محدد يُساعد في إعادة تأهيلها.
  • تدريب عضلات الحوض باستخدام علاجات فيزيائية محددة.
  • استشارة الطبية حول استخدام هرمون الإستروجين في حالات نقصه لدى النساء المتقدمات في العمر.

كيفية علاج عدم التحكم في البول عند النساء

يعتمد العلاج بشكل كبير على عوامل متعددة، مثل العمر، الصحة، نوع سلس البول ومدى شدته. تشمل الخيارات العلاجية:

استخدام الأدوية

  • يمكن لبعض الأدوية مثل مضادات الكولين أو هرمون الإستروجين المهبلية أن تساعد في تقليل مشكلة سلس البول.

طرق علاجية أخرى

  • الاستعانة بالكعكة المهبلية التي تهدف إلى تقليل الضغط على المثانة.
  • يمكن أيضاً استخدام حقن البوتكس في المثانة لتحفيز التعامل العصبي.
  • ينبغي التفكير في الإجراءات الجراحية كخيار لحل هذه المشكلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *