أبرز المصادر التي توثق الشعر في العصر الجاهلي

المعلقات

المعلقات
المعلقات

تُعتبر المعلقات من أبرز وأشهر قصائد الشعراء في العصر الجاهلي، حيث تتمتع بمكانة رفيعة في تاريخ الأدب العربي. لقد اختلف المؤرخون حول سبب تسميتها بهذا الاسم، حيث يُعتقد أنها كُتبت بماء الذهب وعلّقت على جدران الكعبة. كان العرب في تلك الفترة يميلون إلى تعليق الوثائق التي تُعتبر ذات أهمية كبيرة على أستار الكعبة بهدف الحفاظ عليها من الضياع ولتكون بمثابة إعلام يُعزز من انتشارها بين الناس. وهناك تفسير آخر يشير إلى أن ملكاً في ذلك الزمن، كلما نالت قصيدة إعجابه، كان يأمر خدمه بتعليقها في خزائنه، بينما ذهبت بعض الآراء إلى أن الاسم قد يُشتق من كلمة “الأعلاق” التي تعني النفائس، وذلك تميّزها ورفعة مكانتها في عالم الشعر. ولم تقتصر الاختلافات على سبب التسمية فحسب، بل تضمنت أيضًا العدد الدقيق للقصائد وأسماء الشعراء الذين نظموا هذه المعلقات، وترتيب أبيات كل واحدة منها. ومع ذلك، فإن الرأي الشائع يُشير إلى أنها تضم سبع قصائد تتوزع بين شعراء معروفين، مثل امرؤ القيس، وطرفة بن العبد، وزهير بن أبي سلمى، وعنترة بن شداد، وعمرو بن كلثوم، والحارث بن حلزة، ولبيد بن ربيعة.

المفضليات

المفضليات
المفضليات

تُنسب مجموعة المفضليات إلى المفضل الضبي، الذي يُعتبر واحدًا من أبرز رواة الشعر العربي القديم وعالم لغوي مرموق. قام المفضل بجمع هذه القصائد على مرحلتين. في المرحلة الأولى، جمع مجموعة من القصائد بطلب من إبراهيم بن عبد الله بن الحسن حين كان مختفياً في البصرة بهدف الاستئناس بها. وفي المرحلة الثانية، قام بإضافة قصائد مختارة لتعليم المهدي الذي أصبح خليفة فيما بعد. وقد اختار المفضل قصائد ذات طابع تعليمي وأخلاقي، تحمل رسائل تدعو إلى التحلي بالفضائل. ويُقدر أن مجموع عدد القصائد في المفضليات يبلغ حوالي 128 قصيدة، مع بعض الزيادة أو النقصان.

الأصمعيات

الأصمعيات
الأصمعيات

سُمّيت الأصمعيات بهذا الاسم نسبة إلى الأصمعي، الذي جمعها وقام بإصدارها في كتاب يُعتبر من أبرز مصادر الشعر الجاهلي بعد المعلقات والمفضليات. تتكون الأصمعيات من مجموعة من القصائد القيمة التي اختارها الأصمعي لتعليم الخليفة هارون الرشيد من خلال تزويد ابنه بأجمل نماذج الشعر العربي الأصيل. وحرص الأصمعي على اختيار قصائد تحمل في طياتها المعاني التربوية التي يستفيد منها من يسعى لتعلّم اللغة العربية وآدابها، فضلاً عن الاحتفاظ بالقيم والمبادئ الحميدة التي تميز العرب. وقد جمع الأصمعي في مؤلفه ما يتناسب مع ذوقه وتطلعاته التعليمية، متبعًا في اختياراته المنهج الذي اتبعه المفضل الضبي في تصنيف المفضليات من حيث التبويب والترتيب. ومع ذلك، اختلفت الأصمعيات عن المفضليات سواء من حيث عدد القصائد أو طول المقاطع الشعرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *